كل الذي يحدث، وما قد يحدث، يؤكد وسيؤكد ان "سقطات" الاسلاميين صغائر امام "كبائر وموبقات" خصومهم ... وكلما امعن خصومهم في ارتكاب جرائمهم، وتعدوا على الحقوق والحريات، كلما ازدادت صفحة الاسلاميين بياضا ونصاعة. وقد اكدوا بالممارسة - المرتكزة على الثبات على الحق والصبر الجميل ومد اليد للأحرار والشرفاء - أنه لا ديمقراطية إذا انكسروا هم، ولا ديمقراطية بدونهم، ولا تحرر ولا تحرير بدونهم ...
كتبت كثيرا في نقد ممارسة النهضة، وعلى هذه الصفحة، ولا زلت ادعوها الى ان تكون قاسية مع نفسها، وان تعتبر صغائر أخطائها كبائر عليها أن تتطهر منها ... بل أدعوا الاسلاميين جميعا إلى ذلك، بمن فيهم اولائك الذين خرجوا من النهضة وقد "ضاقت" عليهم، ولا ضير في ذلك، وقد دعوتهم من قبل الى " التفرق المحمود" ...
لكنني لم أكن ولن أكون من ينظر بعين واحدة، واغض الطرف عن كبائر وجرائم خصومهم، الذين نراهم في كل موقع، وفي كل منعطف، والذين لم يتركوا لها متنفسا ولا قيد أنملة، كي تفكر بهدوء و تعمل بهدوء وان تأخذ حقها الذي اعطاه لها الدستور والقانون وصندوق الاقتراع .... لن أسوي بين مظلوم وظالم، وبين بر وفاجر، وبين طالب حق - وإن أخطأه - وطالب باطل وفجور وظلم وبهتان ....
عندما تدلهم الخطوب، وحدهم المؤمنون الذين بصدق وعمق إيمانهم يعرفون حقيقة المعارك على وجه هاته البسبطة ... معارك الحق مع فلول الباطل، ومعارك المؤمنين مع الذين لا يؤمنون، ومعارك المصلحين مع المفسدين ...
قدر المؤمنين ان يفتنوا ويمحصوا ويحاسبوا على القليل القليل من تتعتع الارادات وتخلف المبادرات وافتتان القلوب، وعليهم ان يدركوا ان النصر ليس مرتبطا بأفرادهم ولا جماعاتهم بل بأجيالهم .... فالتحولات في أنفس الشعوب .... التحولات الحقيقية ... ليست برامج انتخابية أو حكومية ... إنها تغيير ما بالأنفس لما تراكم عبر الأجيال .... فلا يلبسن الباطل واعوانه وعنفوانه الظاهر حقيقة ان الاسلاميين نبت صالح زرع بتوفيق من الله وحكمة منه وهو ينمو برغم كيد الكائدين ... برغم الانواء والاعاصير ... وكلما اشتدت هجمات أهل الضلال والبهتان كلما كان ذلك دليل على ان الركب يحث الخطى نحو نهايته المرجوة لخير الدنيا والآخرة.
تاريخ أول نشر 2022/9/21