search

أمتنا العظيمة .... "خير أمة أخرجت للناس"

من بين الذين يعكسون بوضوح وعمق الخلفية العقدية والرؤية الاسلامية والروح المقاومة التي تقف وراء رجال طوفان الأقصى وحاضنتهم الشعبية الغزاوية الأسطورية، رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل.

وأشد ما يعجبني فيه استحضاره الدائم للقرآن وللسيرة وحسن استشهاده بهما، مع ثقافة واسعة، ومواكبة عميقة للأحداث، وروح متفائلة حتى في عز الضيق ... لم أسمعه يوما يشتم ويسب، بل كان أشد ما يعجبني أنه حتى في لحظات الحرج الشديد، وعجز الأمة عن الاستجابة لندائهم، لا ينفك من ترداد كلمة: "أمتنا العظيمة".... نعم إنها أمة عظيمة ما دامت تحمل بين جنبيها "الطائفة المنصورة" ... قد تموت فيها أشياء كثيرة و لكنها تبقى تنبض حياة بإسلامها حتى في لحظات وهنها ....

منذ أيام استمعت لبودكاست مغارب في حلقتين للباحثة المسلمة أديبة روميرو سانشيز الإسبانية من أمتع وأعمق ما يمكن أن يستمع إليه الانسان و فيهما أروع الأدلة على عظمة الاسلام.

وكان مما أذهلني وأجرى دموعي حين تحدثت عما حدث بينها وبين أستاذها في اللغة العربية في الجامعة. وقد كان ذلك الاستاذ يفتخر بأنه من أحفاد الاسبان الذين طردوا المسلمين من إسبانيا ويلوح بالخاتم الذي يحمله من إرثهم الذي نقلوه خلفا عن سلف حتى وصل إليه.

كانت أديبة تبدو طالبة إسبانية عادية لا شيئ يوحي بإسلامها، حتى طلب منها الإستاذ أن تقرا القرآن من كتاب قرآن سلمه إليها. قالت له: هل أنت متأكد ؟ فظن أنها متحرجة من عدم قدرتها على القراءة، فقال لها حاولي. فقالت له أأقرأه أم أرتله؟ فقال لها اجتهدي وحاولي ولم ينتبه لما ترمز إليه. فلما رتلت عليه الأيات بهت وأسقط في يده وقال لها: من أنت؟ قالت له : أنا حفيدة أولائك الذين لم ينجح أجدادك في طردهم.

أعلم أن أمتنا قد منيت بهزائم عدة، وتأخرت عن موقعها الريادي زمنا. كما أعلم أن فيها أفرادا وحركات ودول تنكبوا طريق عزتها، ولكنها ظواهر طبيعية من الناحية الحضارية. كما لا أستهين بأعدائها ولا ما يجب عليها من الجهاد والمجاهدة ... وتاريخها كله جهاد ومجاهدة .... فإذا تقاعست دولة أو حركة أو أفراد في منطقة ما من أرضها الواسعة، انتفضت دولة أو حركة أو شعب أو أفراد في منطقة أخرى ... أمة لا تنام على ضيم ... وهل تنام أمة القرآن؟!

هكذا نحن ... إسلام عظيم وأمة عظيمة " خير أمة أخرجت للناس"