أيها النهضويون لا تبتئسوا ... لستم وحدكم ... ولإن كنتم الاكثر استهدافا، فذلك لانكم الطليعة التي تقاوم، ولأنكم الحزب الأكبر، ولأنكم الاكثر استعصاء على الاستسلام ... لستم وحدكم ... ولعلها المرة الاولى التي تخوضون فيها معركة مع الاستبداد والفساد الممثلة في الانقلاب ومن خلفه، ومعكم فصائل مهمة من قوى الشعب التونسي ... معكم السلطة القضائية وما ادراك، معكم احزاب سياسية، ورموز سياسية، معكم منظمات مجتمع مدني ... ومعكم جزء من الشعب التونسي يزداد حجمه يوما فيوما، بعد أن سقطت حملات التشويه التي اغرقت الساحة لعشرية كاملة، وظهر بالكاشف زيفها.
صحيح ان المعركة يشتد اوارها، ولكن لا نصر على إنقلاب بدون ثمن ... فلا تلتفتوا للمخذلين الذين يتقدمون في لبوس من الحكمة احيانا، فضلا عن اولائك النافخين في كير الخلافات الداخلية ....
كونوا كما كنتم دائما في مثل هاته المراحل ... مستمسكبن بحبل الله المتين، لانكم على الحق المبين ... تدافعون عن الحرية والكرامة، وتقاومون الظلم والظالمين، وتلك رسالة الانبياء، ورسالة الصالحين، ورسالة المجاهدين، ورسالة المناضلين ... تاريخكم ناصع واخطاؤكم بشرية ... تطهرها نضالاتكم وتضحياتكم ... ومعارك التغيير الحقيقية للشعوب هذه مساراتها ... طويلة ... لأن تغيير النفوس يتطلب ذلك ... فيها المد وفيها الجزر ... ومهمة الفرد فيها ان يكون في اللحظة الذي يعيشها مع الحق وللحق وبالحق ...
هناك حرب نفسية تدار، وانتم لا تخفى عليكم ... تشتغل على إراداتكم لتثبيطها، وعلى وحدتكم لتفتيتها ... فلا تلتفتوا إليها ... وكونوا كما كنتم دائما تسخرون منها، وتردون عليها بالاصرار على وحدتكم، وعلى نضالكم، وعلى تمسككم بتونس للجميع، وتونس الحرية، وتونس الكرامة ....
لستم وحدكم في الميدان ... "فلا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون" ....
تاريخ أول نشر 2023/9/20