search

اصطناع الحياد!

ليس اصطناع الحياد دليل موضوعية في التحليل... احسست وكأن بعض الأصدقاء تتملكهم حساسية من ان ينعتوا بالانحياز، ولكي يعطوا لنقدهم لمحور الشر مصداقية عليهم ان ينقدوا أيضا "محور تركيا - قطر" !!!

هل هناك سياسة بدون علاقات دولية؟.... علاقات تبادل المصالح؟

وإذا كان الوضع الدولي والإقليمي تشقه محاور، فهل تملك غير القرب من هذا والبعد عن ذاك؟ خاصة إذا كانت المحاور ذاتها قائمة على التنافي في ما بينها؟

ليس للحياد معنى ولا حتى إمكانية ... نعم أنت مطالب بأن تضع لسياستك ضوابط، وللقرب مسافة، وهذا طبيعي جدا بالنظر لتشابك المصالح والضغوط...ولكنك لا تملك أن تختار الحياد بين عدو يتربص بك و يلعب في فناء بيتك وفي الحديقة الخلفية، و بين آخر لا يرى في خياراتك الوطنية عائقا أمام مصالحه معك... التسوية بين المحور التركي القطري والمحور السعودي الاماراتي الفرنسي قصور نظر بل خضوع لإرهاب "سيستام الروز بالفاكية".

للدول مصالح جميعها بما فيها تركيا وقطر، ولها علاقاتها المعقدة، كما لنا أيضا مصالحنا وعلاقاتنا المعقدة .... وليس في هذا ما يقلق... بل إنه من السخف كثرة الحديث عنه وزعم التذكير به.

عندما كانت بعض الدول العربية تحاول الدخول الى ألبانيا... تتحرك آلة رهيبة من التحذير والتنديد للحزب الحاكم الذي تداوله الحزبان الأكبران ... من يكون في المعارضة يندد بما "يحيكه" الحزب الحاكم من علاقات مشبوهة بالعالم العربي الاسلامي .... عندما تغوص وتبحث من يحرك الخيوط من خلف، تجدها اليونان وبقدر أقل إيطاليا ... تستعمل كل وسائل الكذب والتضليل والاتهام للعالم العربي المتطرف القروسطي الخ. لكن اليونان تتمتع بعلاقات وطيدة وممتدة سياسية واقتصادية مع العالم العربي.

تاريخ أول نشر 2\5\2020