اتحاد تحكمه بيروقراطية فاسدة ولا تصعد لها الا الفسدة أو القابلين بحكم الفسدة لا يرجى منه خير .....
اتحاد تعشش فيه بقايا الاتجاهات الاستئصالية التي لم تجد لها مكانا في صندوق الانتخابات لا يرجى منه خير ....
اتحاد يتوارث مفهوما للعمل النقابي من زمن الحرب الباردة، حين كانت تستعمل النقابات في بلدان العالم الثالث في لعبة الضغط المتبادل بين القوتين، ولكن بترسانة خطاب ووعي ايديولوجي قائم على التخريب وليس البناء لا خير فيه.....
كل البلدان ... غنيها وفقيرها لم تجد بدا من كنس هذه النقابات ..... وواجهت مشكلات الفقر والتنمية بمناويل أخرى وعقليات اخرى .... بعيدا عن العمل النقابي الذي تحول الى أداة تخريب، تمارس بيروقراطيته الرذيلة السياسية، وخدمة النيوليبرالية المتوحشة، وتغوص في الفساد إلى "شوشة رأسها"، وتبيع الوهم للعمال عن طريق الاستجابة لضغوط الاتجاهات الاستئصالية المتخفية في مواقعه الوسطى ونقاباته القاعدية، التي تمارس هي نفسها مع العمال ما تمارسه البيروقراطية بالاتحاد ككل.
ابحثوا في دول العالم .... لن تجدوا نقابة بقوة هذا الاتحاد الذي لا زال على قيد الحياة ! لانه يتخفى وراء كذبة تاريخية صنعناها بأنفسنا وصدقناها .... التاريخ المضيئ للاتحاد !
ونعني به تلك الفترات التي استعمل فيها من طرف الحركة الوطنية كغطاء أيام الاستعمار وأثناء مقاومة الديكتاتورية . وهي فترات إن حققت نتائج إيجابية إلا أنها انحرفت بالمنظمة عن مهمتها الرئيسية . وهانحن نعاني الآن منظمة تركت وظيفتها وتقوم بدور ليس لها .... تتمعش بها بيروقراطيتها والأحزاب التصفوية المندسة داخلها وتتآمران كلتاهما على الوطن والمواطن والثورة والتاريخ.
حقوق المواطن والعمال والجهات والتنمية الحقيقية والمستدامة لن تأتي بها منظمة كهاته ...... ووهم مقاومة الزحف النيوليبرالي والدفاع عن "قفة المواطن" بهذه المنظمة النقابية ضحك على الذقون، ومقولة لم تستفد منها إلا البيروقراطية الفاسدة، وسدنتها من الأحزاب التصفوية التي تمارس كل أنواع الرشوة في المؤسسات العمومية وأينما زرعت لها سرطانا يسمونه زورا وبهتانا نقابة .....
النخبة التي تنخر جسد الثورة الموجودة في الأحزاب، وفي الدولة العميقة، وفي الرأسمال الفاسد، هي نفسها التي تعبث بالوطن وتسكن "خربة" الاتحاد ..... كلهم يتلاعنون بالنهار ويوزعون الغنائم ويشربون الأنخاب بالليل....
أعرف أن جبالا من الوهم صنعناها وهي أقسى علينا الآن من إزالة ديكتاتور ومقاومة أذنابه الظاهرين .... لا شي أعقد من مواجهة عدو يتصدر جبهتك، وهو أمكر من عدوك في الجبهة المقابلة وطعنته أقتل، لأنه الأقرب الى جسدك .....
زمان كنا نقول : الحق يعلو ولا يعلى عليه .... زمان كنا نؤمن بقوة الحق .... زمان كنا نعد ميزان القوى الحقيقي هو التمسك بالحق .... زمان كنا نؤمن أن دولة الباطل ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة .....
الآن اصبح ميزان القوى بديلا للحق .... وميزان القوى أصبح يعني عمليا إن كنت ضعيفا فعليك أن تمالئ الفاسد والظالم .... عليك أن تعقد معه الصفقات .... عليك أن تقبل بنهبه وسرقته .... وتنتظر حتى يموت يوما لتخلفه ! هكذا تحول مفهوم ميزان القوى .... أو أنه في فهم مضلل .... ممارسة التكتيك الذي يهدم المبادئ، ويأتي على القيم، ويمكن لاستراتيجيات الفاسدين والظلمة ..... تكتيكاتنا تتقدم عكس استراتيجياتنا، واستراتيجياتهم تتقدم بتكتيكاتنا .....
أينما قلبت الأمر .... بدا لي هذا الاتحاد عقبة، كما هذه الاحزاب عقبة، كما هذه النخب المثقفة التي تتخفى وراء مجتمع مدني ممول لأجندات القتل الرحيم ثقافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا أسوء من عقبة .... عقبات أكبر من عقبة العدو الظاهر وأذنابه في الدولة العميقة، دولة المال الفاسد والإعلام الفاسد والبيروقراطية الإدارية الفاسدة، ومن ورائهم كل الذين يمدونهم بكل أدوات الدعم .... لسبب بسيط وظاهر: لقد انتهى أولائك جميعا خدما لهؤلاء ... وفي أحيان كثيرة لم يعيدوا يرهقون أنفسهم بوضع المساحيق للتخفي ....
تاريخ أول نشر 2021/7/8