في القلب حسرة ... لم ننجح في "معارك الهجوم" الإعلامي إلا لماما ... لكننا بارعون في "معارك الدفاع" ... ينتفض بعضنا بشكل غير لائق .... أقله التشنج الزائد الذي قد يصل الى استعمال نفس أسلحة الخصم ... خطة الدفاع التي نلجأ إليها تلقائيا غالبا ما تعزز هجومهم ... وتفرض أجندتهم ... بل تحقق أهدافهم .... ذلك أن استفزازهم لنا يجعل ما قصدوه متحققا من حيث أن ردنا سيساهم في جعل ما طرحوه مركز الثقل الاعلامي ... كلنا يعلم ولكن بدون "وعي فاعل" أنهم يعمدون إلى إثارة قضايا من أجل غمط قضايا أخرى يرون التركيز عليها ليس في صالحهم أو انها تفضحهم وتكشف عوراتهم ومخططاتهم وأجنداتهم أوتدينهم وتسقط كذبهم وتلبيسهم وأحيانا إجرامهم وعمالتهم .... كلنا يعلم أنهم بارعون في "القتل" و "التجاهل" و"التحقير" و"توجيه الاهتمام" و"صرف الانظار" عن القضايا التي يرونها لا تخدم أجندتهم ... ونتصرف نحن بشكل هستيري فنبرز أسماء ما كان لها أن ترى النور، وننشر قضايا ما كان لها أن تنشر ... كم سقط متاع سودناه ... وكم فاشل أغريناه بنا ... وكم مغرر به استعديناه... وكم ... وكم... كم قضايا تافهة ساهمنا في جعلها تلوث الوعي أكثر ... وكم قضايا أريد بها تزييف الوعي والتلبيس على الناس وإفساد ذائقتهم واستمرائهم الجهالة والسفالة والضعة ساهمنا بانتفاضنا الأحمق في زرعها في العقول والقلوب !!!!
في المقابل مبادراتنا قليلة وإن حصلت فبعضها لا نحسن الاستمساك به وننكفئ سريعا امام الهجوم المعاكس لخطة الدفاع المحبذة لدينا .
متى ينتهي هذا العبث؟؟؟ متى نتخلص من عقلية الضحية؟؟؟ متى نضرب صفحا عن التأويل الفاسد لقوله تعالى :" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" وقوله تعالى'"لا يحب الله بالجهر بالسوء من القول إلا من ظلم" ...
في الحياة لا يمكن أن تكون "خطة الدفاع" إلا جزئية ... استثنائية ... مؤقتة ... وغير منفردة .... "السعي" هجوم دائم ... و" الكدح" هجوم دائم ... و"العمل" هجوم دائم ... وذلك هو التغيير المطلوب منا .... والإصلاح الذي انتدبنا الله إليه ... والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمرنا به ....
تاريخ أول نشر 9\4\2022