search

"الانفجار العظيم" الذي أكد لنا كم كنا أطهارا

على مدى أكثر من ربع قرن من إعادة تشكيل العقول والقلوب لإخراجنا من عصر الإيديولوجيات إلى عصر السيولة،حيث اشتغلت مؤسسات ثينك تانك وصرفت مليارات الدولارات لتأسيس مؤسسات المجتمع المدني ومراكز الدراسات واشتريت الأقلام واستثمر في الشباب والاعلام من أجل طمس كل مرتكزات إيديولوجيات التحرر الفكري والعاطفي والاجتماعي والاقتصادي. وفي نفس الوقت القيام بأكبر حملة استئصالية عالمية للقوى الثورية وأكبر عمليات الاختراق الفكري والتنظيمي للتشويه ولقلب الحقائق.

كل ذلك العمل الجبار الذي كان يهدف الى اعادة صياغة الانسان العربي المسلم المنبت من جذوره وتاريخه وعقيدته. ولكن انى لهم ذلك ... هذه الامة قد تمرض ولكنها لا تموت ابدا ...

لقد أعاد لنا هذا "الإنفجار العظيم" الوعي وكشف لنا كم كنا على حق وكم كانت بوصلتنا مصوبة نحو قبلتها الحقيقية.

كتبت كم مرة أن الايديولوجيات والسرديات و العقائد لا تموت وانما قد تتجدد.

ها نحن الآن نعود لحقائقنا الكبرى : أن معركتنا مع الغرب معركة عقائدية بالأساس. وأننا لم نتحرر يوما وأن كل دعاوى التوافق والمشترك بيننا وبين الغرب مجرد هراء أو خدعة للإعماء. وأن الغرب بنى حضارته على أشلائنا ومن مخازننا وأن تاريخه كله تاريخ سرقة ونهب وسلب وقتل وتدمير وإبادة.

وأن لا حل لنا إلا استئناف ما بدأناه في جولة جديدة لعل تباشيرها قد بدأت مع طوفان الأقصى ... "وإن جندنا لهم الغالبون"

تاريخ أول نشر 2023/10/19