أرجو أن تكون متابعتي للاستعدادات ليوم الجمعة 14 جانفي (2022) غير دقيقة .... لكنني متوجس مما يبدو لي ... لا دليل على أن ما سيحدث سيكون نوعيا يعبر عن درجة التراكم التي تحققت طيلة اكثر من 5 أشهر .... يكفي أن يكون يوم 14 مثل يوم 10 اكتوبر وهو اليوم الأكبر في تاريخ الأيام الخمسة التي خاضها الرافضون للانقلاب ... يكفي أن يكون مثله حتى نقول أننا لم نتقدم ... ورغم أن قيادة التحركات طورت خطابها ووصلت به الى حد الاعلان صراحة أنها تقاوم الانقلاب ولا تعارضه فقط، الا أن حجم فعلها على مستوى الميدان بقي في حدود التكرار والارتجال والتردد ..... يعود ذلك في رأيي الى حرص "المبادرة الديمقراطية " على توسيع قيادتها السياسية بحيث تضم أكبر ما يمكن من المكونات السياسية .... وهو حرص محمود بشرط أن لا يربك صمود الشارع وتطور وسائل مقاومته وهو ما نلاحظه مع الاسف .... حتى اضراب الجوع الذي لقي مساندة وزخما في أيامه الاولى عراه الذبول الآن وفقد بريقه .... لا يبدو أن هناك "عقلا تنظيميا" حيويا يحافظ على وتيرة ادارة الصراع مشتعلة ومتصاعدة وهي الشرط الضروري للمقاومة .... هناك خلل ما في ادارة الصراع يجب تداركه ..... هناك تذبذب في التكتيك يضر الخيار الاستراتيجي وهو "اسقاط الانقلاب" .... لن يسقط الانقلاب الا شارع صامد ينوع وسائل صموده ويجعل الازمة داخل قوى الانقلاب ومسانديه .... وهذا لن يكون الا بصمود ميداني بل وعصيان ميداني .... لقد اضر الانقلاب نفسه بنفسه ولكن الضرر الذي يجب أن ينزل عليه من مقاوميه لا زال ضعيفا باهتا مترددا ومتذبذبا ..... اذا لم يكن يوم 14 فارقا عما قبله من الايام فسيكون تأثيره عكسيا .... وأسوء ما في الامر أنه بقدر ما تبدو الدعاية ليوم 14 قوية في نداءاتها وشعاراتها على صفحات التواصل الاجتماعي فإن الاستعداد العملي لا يبدو كذلك .... أرجو أن تنتبه قيادة المقاومة وتتدارك في الثلاث أيام المتبقية .....
1/12/2024