ما كتبته تعليقا على رد الفعل على استغاثة القاضي البشير العكرمي، هو ما برز بوضوح من خلال استسلام بعض قضاة التحقيق امام أوامر المنقلب وزبانيته، والتي تجلت من خلال الاحتفاظ بالقيادات السياسية التي اعتقلت مؤخرا، بملفات فارغة، وبجلسات تحقيق ليس لها اي علاقة بالتهم التي من المفترض أن يحقق فيها، من خلال فصول الاحالة التي تصل حتى الاعدام شنقا.
بعض المحامين الذين تابعوا جلسات التحقيق عبروا بمرارة شديدة عن أن انهيارا للسلطة القضائية لم يشهد له مثيل في تاريخ تونس هو ما يحدث هذه الايام ... حالة من الاستسلام، عبر عنها بعض القضاة بلسان الحال، وبعضهم بلسان المقال، انهم سيطبقون الاوامر ولا شيئ غير الأوامر ولن يلقوا بالا لمحتوى الملفات ...
ذلك الوضع الفاجع والمزري هو ما حدا بالمحامين إلى التخلي عن الترافع والانسحاب.
الذي يحز في النفس هو المفاجأة بالذي يحدث !!!!!
حالة من عطالة الوعي لا مثيل لها .... ربما هي وحدها تفسر ما حصل بشكل متدرج لدفاعات ثورة، أحيط بها تدريجيا من كل جانب، والقائمون على امرها يكذبون ما يحدث أو يهونون من امره .... حتى وصلت لهذا المستنقع، وبعضهم لا زالوا عنه غافلون!
نحن سائرون الى مصير قاتم لن يتورع فيه الانقلاب عن ارتكاب ليس فقط الحماقات كما يفعل الآن بل المجازر المعنوية والمادية .... وهو مسار موضوعي ... لا يرتبط لا بنوايا شخص ولا بجنونه ولا يعقله ولا بطغمة ولا زمرة ولا بطانة ولا بداخل ولا بخارج ولا بصالح ولا بطالح ....
تاريخ اول نشر: 27\2\2023