عانى التيار الاسلامي بمختلف تمظهراته إخفاقات متعددة طيلة القرن المنصرم ولا زال. وأسباب ذلك داخلية وخارجية. وبرغم انحيازي الدائم لمركزية العامل الداخلي، إلا أنه لا يمكن بحال التقليل من أهمية العامل الخارجي، خاصة عندما يتغلغل في فضائك الحيوي، ويشكل له قوى كاملة العدة والعتاد تحاربك نيابة عنه.
لكن إخفاقات التيار الاسلامي بعضه أو كله، لا يجب أن يحجب عنا قوة الاسلام كإيديولوجيا للتحرير والتحرر، والتي صمدت طيلة قرن وربع، لا تفل من سطوتها وقوتها الضربات، واستمرت كخزان لا ينضب تمد الأمة بالأمل، وبروح المقاومة المتجددة جيلا بعد جيل.
وفي حين يستعجل بعضنا الإعلان السريع بموت الاسلام كإيديولوجيا، قياسا على إخفاقات بعض فصائل تياراته وخاصة السياسية، يستمر الغرب في حذره وعمله الدؤوب من أجل مقاومة لا تهدأ وتفكير لا ينقطع ... للأسف فالغرب أوعى منا بذاتنا ... لأنه خبرنا وقاومنا ما لا يقل عن ثلاث قرون بشكل مباشر، ومراكزه تجدد قراءاتها، وتتابع بشكل علمي تطوراتنا، وتعرف أنها أمام قوة لا تلين وأن تلك القوة قادرة على النهوض من تحت الرماد في كل وقت وحين .
فيما يلي مقتطفات من محاضرة لتوني بلير عن الإيديولوجيا الإسلامية كمثال ألقاها بالأمس:
اعتبر رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، "الإيديولوجيا الإسلامية هي التهديد الرئيسي للدول الغربية والمجتمع الدولي ككل"، على حد زعمه.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني، في حديثه يوم الإثنين في معهد المملكة المتحدة لأبحاث الأمن والدفاع (RUSI)، العالم إلى "تطوير نهج موحد لمحاربة الإيديولوجية الأصولية".
وقال بلير إن "الإسلاموية سواء في شكل أيديولوجيا أو في شكل عنف، هي تهديد من الدرجة الأولى لأمننا. وفي غياب الاحتواء، فإن هذا التهديد سوف يصلنا ، حتى لو كان تركيزه بعيدا عنا، مثلما أظهرت ذلك هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001".
وأضاف أن "الإيديولوجيا الإسلاموية مثل الشيوعية الثورية، ستهزم في النهاية من خلال مزيج من القوة الصلبة والناعمة".
وتابع: "بعد سقوط النظام في أفغانستان، تحتاج الدول الرائدة في العالم بشكل خاص إلى الوحدة من أجل تطوير استراتيجية متماسكة. وحتى لو كانت المناقشات الأولية تجري بشكل أساسي من قبل الدول الغربية".
وقال: "سنكون قادرين على إيجاد حلفاء أوفياء في العالم الإسلامي، بما في ذلك دول الشرق الأوسط، التي تريد تحرير دينها من تأثير التطرف"، على حد قوله.
ووفقا لبلير، فإن "النظرة البديلة لمشكلة الإسلاموية تفترض أنها تشكل تهديدا من الدرجة الثانية وأنه من الضروري محاربة أخطر مظاهرها باستخدام القوات الخاصة وضربات الطائرات بدون طيار والقيام بعمليات مكافحة الإرهاب".
وشدد على أن "مثل هذه الاستراتيجية لها عدد من القيود"، وقال أن الأحداث في أفغانستان لا تشير إلى أن السكان المحليين فضلوا حكومة طالبان على الديمقراطية الليبرالية، مشيرا إلى رغبة السلطات في الدول الغربية في تفادي وقوع إصابات في صفوف العسكريين المتمركزين في الخارج تمثل عقبة أمام تنفيذ المقاربات الهجينة للمشكلة.
المصدر: تاس/ روسيا اليوم / 2021/9/6
تاريخ أول نشر 2021/9/7