search

الباجي ... الشيب و العيب ... كاد الشيب أن يكون كفرا..

ينحدر الباجي سريعا الى المستنقع.... أو لعله يستعيد وضعه الطبيعي ! بعد أن أفرغ ما في جعبته من وسائل الاستثمار "المدني" للمتاح في اللعبة السياسية ولم يجد في خصمه "المتوافق معه" استعدادا أكثر ليحمل وزر نزواته ... خاصة مع "انتشاء الخصم" بما حقق على الأرض من فوز انتخابي ومن علاقات بدت له متقدمة بالمؤسسات الخارجية الراعية !

كل الذين يعيبون على النهضة - وفيهم عدد مهم من داخلها - تسرعها في فك " التوافق " مع الباجي يتجاهلون أن "مطالبه" باتت موغلة في الاستجابة لنزواته ومشطة من حيث أنه يريدها بيد النهضة لا بيده حتى يحافظ على "نظافتها" .

والآن يعمل الباجي بكل ما أوتي من قوة في خريف عمره - أو لعلها أنفاسه الأخيرة - على أن يثأر من هذه الحركة التي راهن على "استعمالها" لأغراضه ولكنها تركته في منتصف الطريق .

يستعيد الآن الباجي وضعه الطبيعي كفاعل مهم في كل الحقب السوداء في تاريخ تونس من ستينات القرن الماضي التي شهدت تأسيس دولة القمع والارهاب والتعذيب الأسود إلى تسعيناته التي كان فيها شاهدا على حقبة أظلم من خلال توليه رئاسة مجلس النواب .

يعتمد الباجي على ذكائه وحاسته السادسة التي جعلته يقفز من المركب قبل غرقه ويعتقد أنه قادر دائما على تكرار نفس الشيئ وبنجاح محقق .

يجمع الباجي بين صورة الحضري المثقف سليل العائلات " العريقة " و بين " ولد الحوم والربط العربي" ... بين الاستاذ المحامي و" بياع الشراب " ...

يرفع الباجي الآن في وجه النهضة كل أسلحته .... من النبش في الملفات ولعل موضوع "الجهاز السري" أولها ... إلى موضوع التسوية في الميراث ... إلى "تحريك المركزية النقابية " التي يعرف تاريخها وملفاتها وأطماعها .... إلى اليسار الاستئصالي الانتهازي الذي يعرف أنه مستعد أن تموت تونس كلها من أجل أن تموت النهضة .... إلى القوى الخارجية المتربصة بالثورة وخاصة المحيط الأعرابي العربي ....

هل يستطيع الباجي و"جنوده" أن يفعلوا شيئا ؟؟؟!!!!

لن يفعلوا شيئا يقلب المعادلة إلا إذا استولى على تفكيرنا أنهم هم وحدهم في الساحة !!!!

إلا إذا فقدنا ثقتنا في الشعب ....

إلا إذا استمر ضعف لحمة قوى الثورة ....

والهزيمة تبدأ في النفوس قبل أن تتحقق في الواقع...... والنصر كذلك ...

تاريخ أول نشر 2018/11/24