يخوض القضاة والسلطة القضائية أشرف المعارك التي ستكتب بحروف من نور في تاريخ القضاء التونسي وسيذكرها التونسيون كمفخرة من مفاخر تاريخهم ...
إنها معركة سيطهر بها القضاء التونسي البقع السود التي دنسته جراء سيرة بعض من كان فيه من قضاة فسدة طيلة العقود الماضية.
الى حدود الثورة كانت سلطتا التشريع والقضاء تحت سيطرة السلطة التنفيذية وكانت تتعامل معهما باعتبارهما وظيفة تخضع لسيطرتها ولامرها ولأهوائها.
حررت الثورة السلطتين ... ورغم ان السلطة التشريعية كانت الاكثر إمكانا في تحقيق استقلاليتها باعتبارها سلطة منتخبة وأصلية ... إلا ان الدولة العميقة عرفت كيف تتلاعب بها وتضعفها من خلال القانون الانتخابي وتذريرها حتى يسهل التلاعب بها ... وقد نجحت للأسف..... فإن السلطة الفضائية التي لم تكن العضوية فيها بالانتخاب وانما بالانتداب ولم تستكمل إصلاحاتها المنتظرة ... هذه السلطة اظهرت قدرة اكبر لحد الآن على حماية استقلالها ... والوفاء لروح الثورة ومطالبها...
لقد بدا لكل متابع ان الصراع مع الإنقلاب قد لعب القضاء دورا مركزيا فيه من حيث الصمود امام رغباته الجامحة في تحويل كل المؤسسات والسلط الى أدوات يطوعها كيفما يريد.
لذلك فمعركة القضاء الآن هي معركة الثورة ضد الإنقلاب، والانتصار له هو انتصار لقيم الثورة وانتصار للدستور وانتصار للديمقراطية، وعلينا جميعا ان نتجند لمستندتم وتعزيز نضالاتهم ... إنهم يستصرخوننا ... فلنهب لمساندتهم ... إن نبلهم وشهامتهم تمنعهم من استجداء مساندتهم ... لأن مساندتهم واجب ومن يساندهم فإنما يساند نفسه وينتصر لنفسه ... " ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه"
تاريخ أول نشر 2022/6/23