search

الحجاب .... التباسات مصطلح

هناك "اصرار" على استعمال كلمة "الحجاب" للدلالة على "اللباس" أو "الزي الاسلامي" ... مع أنها تسمية مخالفة للمقصود، وتشويه له، تعرض لها الكثير من المفكرين الاسلاميين، ودلالتها واضحة ... ولعل المرحوم عبد الحليم أبوشقة قد أفاض في ذلك .

لا وجود لشي اسمه الحجاب للدلالة على لباس المرأة المسلمة .... انما الحجاب هو الساتر الفاصل ومنه الاية التي ذكر فيها اسم الحجاب :" فإذا سألتموهن (زوجات النبي) متاعا فاسألوهن من وراء حجاب".

لا شك أن المقصود باللباس الاسلامي أيضا ليس فقط غطاء الرأس وليس فقط ستر الجيب (فتحة الصدر) وليس فقط "ادناء الجلابيب" ....

أنا منحاز لرأي من يقولون أن القرآن ليس فيه مترادفات وأن الله الحكيم العليم أعطى لكل لفظ معناه ولكل جملة معناها .... وقد تتقارب المعاني ولكنها لا تتحد ابدا .... وهذا مما لا يدركه حقيقة الادراك الا فقهاء اللغة وفقهاء القرآن ... وكم يحزنني أنني لست حتى في مقام تلميذ من تلامذتهم.

لو شاء الله العليم الحكيم أن ينزل في اللباس قولا فاصلا واحدا لفعل ... لكنه يعلم سبحانه أن اللباس كبقية الظواهر الثقافية لا يمكن أن توضع له قيود صارمة .... لذلك كانت كل الايات التي تحدثت عن اللباس تحدد شروطا عاما .... والدليل على ذلك أنها كانت ولا زالت محل خلاف في تفسيرها ولم يحصل فيها "اجماع" قط.

وليس معنى أن في اللباس عنصرا ثقافيا بالمعنى الانتروبولوجي وحتى السوسيولوجي فلا يمكن أن تكون له شروط .... لا بالتأكيد ... فالاسلام جاء لتوجيه حياة الناس للافضل والاصلح ولتحقيق الانسجام الخلقي في الاعتقاد وفي العمل ، في الاقول والافعال، في المقاصد والسلوك.

والشروط المطلوبة في اللباس هي التي تحقق الحماية والستر والزينة والحركة باعتدال يحقق التوازن بين العناصر الاربعة ... ذلك التوازن الذي في جزء منه فطري لا يختلف فيه اثنان وفي جزء آخر ثقافي يتواضع عليه الوعي الجمعي للمجتمع.

يحاول بعض المتعالمين الاستهانة بموضوع اللباس، واعتباره شأنا شخصيا بحتا، وهذا بعيد عن الصدق والواقع .... فكل ما بدا من الانسان الى اخيه الانسان، من سلوك أو هيئة لم يعد شأنا شخصيا، واحتاج المجتمع للتواضع على صفته وشكله ومضمونه بحجم تأثيره ..... وبدون الدخول في تفاصيل، يمكن فقط الاستماع الى مصممي الموضة واللباس عموما، وخبراء الاغراء، وغيرهم مما يرتبط بهذا المجال لتعرف التأثير الاجتماعي بل والنفسي لذلك.

واخيرا هل يمكن أن نساوي بين حرية اللباس وحرية التعري ؟ لا طبعا لا يمكن برغم ما يحاول المتفلسفون والسفسطائيون إصباغه على التعري من جعله شكلا من اشكال اللباس.

ملحوظة مهمة جدا ..... دائما أو غالبا ما يتم الحديث عن لباس المرأة وكأن الرجل ليس معني بذلك، والحقيقة أن ذلك خطأ وان تفهمنا الاختلافات الانتروبولوجية في مسارات اللباسين .... لكن الشروط العامة هي هي للطرفين ....