search

الرئيس الذي حط من مقام الرئاسة قولا وعملا لا ينتظر من الناس أن يرفعوه

قرأت تدوينة لأحدهم يطالب باحترام الرئيس واحترام مقامه وعدم التوجه له بالنقد الساخر وعدم التهجم عليه .... كلام لا معنى له في الديمقراطيات ... وكلام من يصم أذنه عما يصدر عن الرئيس منذ اعتلى منصبه ولا يزداد مع الايام الا فحشا .... اتهامات بالجملة وبالتفصيل لا يمكن ان تصدر عن رجل دولة فما بالك برئيسها .... سب وقذف وتقريع وتشنج وصياح وصراخ .... وطعن في ذمة الناس ولم يبق له الا ان يقول الاسماء ... ولا حاجة لذلك فقد قالها ولم ينطقها .... اتهام بالجملة لمؤسسات الدولة بدون بينة ولا حجة ... وبدون اللجوء للقضاء ... شيئ لا يمكن البتة ان يصدر عن رجل دولة ... وهذا دون الوصول الى عمليات التخريب المتعمد لعلاقاتنا مع الدول وتحطيم سمعة بلدنا والاعتداء على مصالحنا الاستراتيجية .... ويكفي علاقتنا بليبيا التي يرقى ما حصل ويحصل فيها من جريمة خيانة عظمى لا تسقط بالتقادم ......

ماذا تنتظر من الناس ان يقابلوا مثل هذا التصرف ؟

على كل تلك التدوينة جاءها الجواب من الرئيس نفسه في ليل سيدي بوزيد ... قرف ما بعده قرف .... جعلت محمد كريشان وهو أهدأ من الهدوء ذاته يعلق : ايها التونسيات والتونسيون ... عظم الله أجركم !

شخصيا لم أجد ما أعلق .... انعقد لساني وشلت يدي ... اكتفيت بنشر صورة معبرة له ومشاركة تعليقات أصدقاء كثر ....

الذين يستدعون أخلاقيات التعامل مع الرئيس يزايدون على الناس بالاخلاقوية ويبحثون عن موقع باسم الحكمة والتعقل مع شخص بعيد عن الحكمة والتعقل ... ليس هناك أفضل من استشهادات الرئيس ذاته للرد على هؤلاء :

ايرجى بالجراد صلاح أمر +++ وقد جبل الجراد على الفساد

لم يتفوق على الرئيس في قاموسه السبابي إلا أنصاره الذين يستعملون سبابا سوقيا شوارعيا في الفاظه، وان كان سباب الرئيس في الحقيقة اقذع، لأن مضمونه أشد، ولأنه يصدر عن رئيس دولة يحسب له كل قول، ولا يغتفر له الزلل في دولة القانون والمؤسسات وفي المجتمعات الديمقراطية ....

شيئ واحد قد يخرج الرئيس مما هو فيه من الاعتداء السافر على اعراض الناس والتشهير بهم بدون بينه، وتمريغ وجه الدولة ومنصب الرئاسة في التراب، فضلا عن انقلابه السافر على الدولة والدستور - وهو ما كتبته منذ أشهر - وهو أنه يعاني مرضا نفسيا يرفع عنه قلم العدالة ولكنه يؤدي للحجر عليه .... أقول هذا صادقا ودون افتئات عليه ولا رغبة في تجريحه والتهجم على شخصه .....

طبعا لا اريد الالتفات الى ما كتبه صاحب التدوينة من أننا انتخبناه ولا يجوز لنا نقده ! وهو منطق غريب ولجام ما انزل الله به من سلطان ... فكم من تقدير ظهر خوره وكم من مؤتمن خان الامانة ... والعاقل من يقر بخطإ تقديره وقد أقررنا ... وها هو الشعب ونخبه الحرة تكفر عن ذنبها بمقاومة الانقلاب ... وان زواله لآت قريبا بإذن الله .... والمهم أن لا "نغير راس ثوم براس بصل" .... لأن الأغبياء ومرضى النفوس وما أكثرهم في نخبنا ... لما يئسوا من نجاح الشعبوية يتجهون الآن للنفخ في رماذ الفاشية !

وتونس حرة أبية .... ولا يجب أن تلدغ من جحر مرتين .....

تاريخ أول نشر 2021/9/21