search

الحرب على غزة: السيناريو الأرجح الذي سيتم تنفيذه

هذا أحد السيناريوهات الممكنة جدا والتي يجري الإشتغال عليها في ما أرى.

وعناصره هي التالية:

- لا مجال للانتصار على حماس والقضاء عليها عسكريا.

- فشلت خطة التهجير.

- المطلوب الآن العمل على "سرقة الانتصار" من حماس وذلك يقتضي :

* الحصول على "صورة نصر" ما يمكن تسويقها إعلاميا.

* إغراق حماس في وحل معاناة الغزاويين بعد عملية التدمير الشاملة والعودة إلى الحصار من جديد مع مناورات بخصوص المساعدات وإعادة الإعمار.

* القيام بالهجوم المعاكس من الرسميات العربية وجنودها في الإعلام والسياسة والثقافة لإخفاء الإنتصار وتشويهه ... بإحياء حل الدولتين وما يتطلبه من عدة سياسية وفكرية وثقافية وإعلامية.

* استمرار الضغط وتجفيف منابع تمويل القطاع وخاصة حماس.

* التحرك وفق خطة استخبارية جديدة والتنسيق المحكم بين السلطة والكيان والانظمة العربية من أجل سلسلة من الاغتيالات والاختراقات.

هل هذا السيناريو مضمون النتائج؟ لا بالتأكيد و لكنه الصيغة الممكنة الوحيدة لسرقة الانتصار في زعم محور الشر العالمي الذي تترأسه أمريكا وتنشط فيه بفعالية الدول العربية كلها إلا استثناءات محدودة مع الكيان والدول الأوروبية.

خلاصة السيناريو : إسرائيل هزمت ولا يمكن أن تستعيد قوتها عسكريا،والخطر يتهدد الجميع. علينا أن نرجع للوضع القديم بتراجعات تكتيكية ... من أجل سرقة نصر حماس الذي ينذر بقلب الطاولة على الجميع .....

هذا السيناريو بدأت الإشارة إليه من طرف فاعلين قدامى في الملف من الإدارة الأمريكية، وظني أنه يطرح بإلحاح من بعض الرسميات العربية.

هذا السيناريو ليس وحده ... هناك سيناريوهات أخرى ولا شك ... لكنه في نظري الأكثر ترجيحا ... السيناريو العقلاني المستند للحق والعدل والحرية مرفوض من كل الأطراف. والسيناريو الذي ينبني على القضاء على حماس تبين أنه غير ممكن ... لم يبق إلا هذا السيناريو في ضوء أن حماس ذاتها الآن لا تملك إلا خطة الدفاع والهجوم المقصود به الدفاع. وفي ضوء عدم توقع توسيع الحرب التي يبدو أن كل الأطراف الفاعلة تتجنبها.

لا شك أن هذا السيناريو في حسبان المقاومة ... كيف ستواجهه ؟

في تقديري، حماس وهذا ما صرح به بعض قياداتها، لا تعتبر هذه المعركة معركة فاصلة، ولكنها خطوة متقدمة جدا على طريق التحرير . لذلك ستلجأ هي أيضا للمناورة، وقد كسبت على المستوى النفسي المعركة، وهي متأكدة أن الكيان أصيب في مقتل، وأن ذيول المعركة ستكون قاسية جدا داخله، وأنها في كل الحالات متقدمة عليه وموقعها في ميزان القوى أصبح قويا وسيزداد قوة طالما أن أصل المشكلة لا زالت قائمة وهي الإحتلال ولا حل للاحتلال إلا التحرر منه.

تاريخ أول نشر 2023/10/29