اقرأوا كتاب "الصحراء" لعلي شريعتي، ترجمة حسن الصراف، إصدار جامعة الكوفة، 2017.
اشتهر شريعتي بكتاباته في الاسلاميات والاجتماعيات لكن كتاباته في ما يسميه "الصحراويات" لا تقل أهمية من حيث أنها تأملاته الفلسفية والوجودية ... لكنها لم تترجم ولم تطبع إلا مؤخرا....
هي بحث عن النفس وغوص في الاعماق وسباحة مكثفة في كدح الانسان في الوجود .... الإنسان الروح والعقل والجسد .... وتطواف من روحانيات الشرق إلى ماديات الغرب ....
من قرأ لشريعتي لا شك انه لا يدخل لعالم طلسم، ففي الاسلاميات والاجتماعيات أقباس من الصحراويات ...
ولكنك في كتاب الصحراء مع شريعتي كله ... بما يفصح وما لا يفصح ... بما يكشف وبما يستر ... بعقله وجنونه ... بروحه وهيامه ... لماذا سماها الصحراء .... لأنه في الصحراء نبت ومنها انطلق جسدا وعقلا ولكن روحه ضلت صحراوية حتى وهو يتقلب في عوالم طهران وشوارع باريس التي لقي فيها حتفه ..... الصحراء بعذاباتها وإشراقاتها .... الصحراء بكل اهوالها وسحرها .... الصحراء بضيق عيشها ورحابة افقها ... الصحراء بارضها البخيلة وسمائها المغدقة نورا وضياء ...
ألأنني فتى صحراوي فاستولى علي شريعتي ؟ لا ادري ... لكن شريعتي جعل من الصحراء الوجود الإنساني بأكمله ... لذلك فكل إنسان هو صحراوي لا محالة .... وكل إنسان سيجد في كتاب الصحراء ما سيزيده حيرة ... وهل للحياة معنى بدون حيرة !