search

الغنوشي رئيسا للحكومة

يجتمع اليوم مجلس شورى حركة النهضة ليقرر موقفه من تشكيل الحكومة المقبلة ... و في هذا الإطار أرى من حيث المضمون أن برنامج الحكومة حدد الشعب مهمته الرئيسية ألا وهي الحرب على الفساد و عليه فإن حركة النهضة مطالبة بصياغة برنامج عملي تظهر فيه هذه المهمة و تنعكس بجلاء على مهامه الفرعية و في كل القطاعات و كلما كانت المهام دقيقة و خالية من الينبغيات و " العمل على " و محددة الوسائل و الآجال الزمنية و الكلفة المادية كلما أعطت الانطباع بوضوح الهدف و و الجدية و إرادة التغيير .

أما من حيث تركيبة الحكومة فعلى الحركة ان تكون ملتزمة بالدستور وأن تتقدم لمهمة تشكيل الحكومة بكل مسؤولية وأن تعكس في تشكيلها استجابتها لنتائج الصندوق ورادة الناخب و رسالته الرئيسية التي تدعو لمحاربة الفساد وأحكام الدستور.

و في هذا الإطار لا بد من تشكيل حكومة ائتلافية مع الاحزاب التي تقبل أن يكون برنامج الحكومة هو ما ذكرناه أعلاه . و على الحركة أن تتحمل مسؤوليتها و تتقدم لرئاسة الحكومة و المؤهل لذلك قانونيا وعمليا هو رئيس الحركة الذي يمتلك المؤهلات الضرورية التي تقتضيها المرحلة و ديه من المشروعية داخل الحركة وفي البلاد ومن العلاقات داخل البلاد وخارجها ما يجعله قادرا على رئاسة الحكومة وتوفير أكبر الضمانات الممكنة . لا شك ان الوضع دقيق وان المصطادين في الماء العكر كثر و لكن ليس هناك من هو أنسب وأقدر منه على تحمل أعباء مواجهة الوضع واجتراح الحلول مستعينا بعلاقات متينة ودستورية مع رئيس الدولة والبرلمان و المؤسسات الدستورية التعديلية .

عليه أن يشكل حكومة سياسية محدودة العدد يشارك فيها رؤساء الاحزاب المتحالفة و موزعة بين الاحزاب بحسب أحجامها على ان تكون مشكلة من أهل الكفاءة السياسية و التخصصية في الوزارة المعنية و ممن لا تتعلق بهم شبه فساد و يحضون بالمقبولية الاجتماعية وفق تعاقد محدد و كراس شروط واضح و قابل المحاسبة . و لا بأس أن تطعم ببعض الكفاءات من خارج الأحزاب.

كل الناس تعرف دقة الوضع ولكن الحلول تبدأ من تحمل المسؤولية وعدم تعويمها ... وكلما كان التعامل مع الشعب صادقا وشفافا كلما وجد منه التفهم والمساندة والمساعدة .

تاريخ أول نشر 2019/10/19