كتبت منوها منذ بداية السنة بما تناهى الى مسمعي من عزم الشيخ راشد الترشح للبرلمان ... أكدت أنها خطوة في الاتجاه الصحيح ... وان عليه أن يتجاوز المكانة التي لا جدال فيها داخل حركته الى الحصول على تفويض شعبي ما دام رئيسا لحزب ينافس على السلطة بل يشارك في الحكم .... ذلك أن الوضع الطبيعي لزعامات الأحزاب أن تكون متواجدة في مؤسسات الدولة وأن تحوز على التفويض الشعبي .... وفي الوقت الذي تشن فيه الهجمات الضارية عليه من خصوم استئصاليين بات من المؤكد أن يلجم أفواههم بتفويض شعبي .... وها هي الانتخابات تعطيه فوزا مستحقا في قلب العاصمة تونس لا بل إن قائمته تتصدر القوائم الفائزة على مستوى الدائرة الانتخابية ... يدخل الغنوشي قبة البرلمان إذا بعد صراع مرير مع خصوم استئصاليين قاومهم لنصف قرن وأرادوا أن يجعلوا مؤسسات الدولة معابد خاصة لهم... يدخلها هو بتفويض شعبي ويخرجوا هم من مؤسات الدولة بقرار شعبي بعد أن أسعفهم قانون انتخابي صيغ على مقاسهم و إذا به يضيق بهم .... و لعل ذلك تتويجا لمسيرة زعيم يشهد تاريخ تونس المعاصر ببسالته مدافعا عن الحرية والكرامة للتونسيين ملقيا بنفسه وسط أهوال صراعات عرضت رقبته مرات للمقصلة ...
تاريخ أول نشر 2019/10/7