1. يوسف حسين صاحب برنامج (جو شو) الذي يُبث على شاشة التلفزيون العربيّ كلّ مساء خميس.. يعرفه الأطفال ويعرفه الكبار.. يحيّيه، في كلّ حلقة، الرجال وتحيّيه النساء.. جمهور متابعيه يعدّ الملايين من أبناء هذه الأمّة المقهورة. وقد تجاوز عدد متابعي حلقة الأسبوع الماضي التي كان بثها من داخل سوريا عشرين عاما .. في أسبوع واحد.
2. حين تشاهد جو شو تعرف كيف يكون الإعلاميّ مهمومًا ومفنانًا.. وفي كلّ حلقة من سنوات برنامجه يزداد الفتى براعة. برنامجه ساخر ولكنّ فيه من الدموع ما لا تملك كتمانَه العيونُ.
حين تشاهده احذر أن تقارنه بأجلاف لهجاتنا، هنا، كذلك الذي خرج على الناس ليلة رأس السنة يتمايل وهو يغنّي بشبه جذع يريد أن ينقضّ.. ذاك الذي جاوز السبعين، فيوسف في مثل سنّ حفيده، فصدئت حنجرة به يصدر عنها صوت في طعم خشب مستخرج من سكّة قطار.
احذر أن تقارن بين الفتى جو و بين "فيّة" الطاعمين على موائد إعلام لا يجد، في ما الأمّةُ، الآن، فيه، موضوعا يتحدّث فيه أولى من كيف التعامل مع القطط إذا كانت حبلى.. ولا أولى من غناء بصوت مشروخ يحيا بسامور ليلة رأس السنة الميلادية.
3. أشاهد برنامج الفتى يوسف من زمن بداياته على اليوتيوب قبل سنوات. ومن بين من فقرات برنامجه فقرة (أهلا بيكم في.. جو شو)، وهي فقرة يفتتح بها برنامجه في كلّ حلقة. تتكوّن هذه الفقرة الافتتاحيّة من فيديوهات يرسل بها إليه متابعوه من جميع بلدان العالم عربِه وعجمِه، بمختلِف اللهجات واللكنات.. يشارك فيها الصغارُ الكبارَ.
هذه المرّة اختار يوسف إرجاء فقرة الافتتاح إلى الختام لما توقّعه من أثرها في المشاهد.. قال عنها إنّها "فقرة صعبة جدّا لأنّها من غزّة". ولقد عرفتُ صعوبتها من دموعي.
4. وصله فيديو من بنيّة غزّاويّة اسمها رُنِزا .. منذ أشهر انتبه فريق البرنامج إلى أنّها كانت ترسل، من زمن ما قبل الحرب، إليه بفيديوهاتها. ولكنّه لم ينته إليها إلّا حين أرسلت إليه من داخل الحرب. جمع بين فيديوهين لها.. أحدهما قبل الحرب من بيتهم وكانت في حضن أبيها، والآخر من داخل خيمة النزوح وكانت في حضن أمّها. قالت البنيّة "نفسي اتّلّم (أتكلّم) معاك يا جو شو". هنا تأثر الفتى يوسف فتوجّه بالخطاب إليها قائلا إنّه لا يستحقّ أن يخاطبها لأنّه مشارك في خذلانها. قال لها: "أنت فاهمة غلط.. أنا من الملايين اللي خذلوكِ". وأخذ يتحدّث إليها حديثا محزونا. وذكر أنّ أخبار أسرة البنيّة قد انقطعت من سبعة شهور.
5. وقبل ختام حلقة برنامجه لم يغفل جو عن الدكتور البطل حسام أبو صفيّة الذي اعتقله الاحتلال في مشهد رآه العالم منذ أيام ثمّ أنكر اعتقاله.
كانت فقرة الختام توثيقيّة مؤثّرة استحقّ عليها هذا الشابّ الإعلاميّ أن يشاد به.
قديما قال لنا سيّد الشعراء:
(وبضدّها تتميّز الأشياءُ)
وجو شو ضدّ الصدأ المحلّي لمن أراد إزالة الصدأ.
تاريخ أول نشر 2025/1/3