صديق مقيم في باريس منذ سنوات طوال، حدثني اليوم عن رمضان في باريس:
عند المغرب يخيل إليك انك في مدينة مسلمة، حيث تخلو الشوارع من المارة، ويخيم عليها السكون، فلا تسمع إلا أصواتا متقطعة بين الفينة والاخرى ...
اما عن المساجد فحدث ولا حرج، حيث تغص بالمصلين، وإذا لم تكن من اوائل القادمين فلن تجد فيها مكانا ولا حواليها ....
والظاهرة الأهم هي انها تعج بالشباب والنساء ... أولائك حاملو لواء المستقبل واولئك حاضنات ناقلات لمواريث الفطرة...
اما عن المسلمين الجدد، فتكاد عملية اشهار الاسلام في المساجد أن تكون يومية، حيث يتقدم الفرنسيون و غيرهم من المهاجرين للمساجد، يلقنون الشهادة وينظمون لركب الموحدين المخبتين ....
عجيب هذا الدين ... قوة لا تلين ... إذا ضيقوا عليه في أرض امتد في أرض أخرى ... وإذا حاربوه بالسنان حاربهم باللسان، وإذا ألجموا افواه دعاته، نطقت "حواسه" النفسية والثقافية وجاءت بالعجب العاجب ... وانتصر عليهم ....
أذكر انه بعد 11 سبتمبر، وما وفرته من فرصة لأعدائه، للقيام بدعاية سوداء ضده، بل حرب استعملت فيها كل الوسائل ... لكن الدراسات كشفت ان اعداد المقبلين على الاسلام في المجتمع الأمريكي زادت وتيرتها عما قبل ...
قال لي صاحبي أن سيدة جزائرية قالت له انها تحس بطعم رمضان وحلاوته في باريس أكثر من الجزائر .....
أعود فأقول ... خسر من يتصور نفسه قيما على الاسلام .... وافلح من كان قيما على نفسه ... أما الاسلام العظيم ... فقد وصفه ربنا في قرآنه : ذلك الدين القيم ....
تاريخ أول نشر 9\4\2023