search

بدأت المعركة الشرسة !

يوم 12 اكتوبر أي قبل الدور النهائي للرئاسية بيوم كتبت : "نحن أمام رجل يحمل مشروع ( حلم) حضاري ... لنستعد ... ستكون معركة شرسة ... "

ما لا ينقضي منه العجب أن الفكرة على سذاجتها يطرحها باستماتة ويكرر طرها كل مرة وكأنها سورة من القرآن لا ينقصها حرفا ولا يزيد عنها حرفا أستاذ قانون دستور يدرس منذ عقود !!!

لا أعتقد أن هناك من ندم عن مساندته لقيس سعيد وأن العديد منهم واعين بالتحديات التي ستواجههم معه بعد استلام الحكم ...

رضا لينين سليل التقليد الماركسي اللينيني التونسي لم يغلب تطبعه طبعه ... واستعمل أساليبه المعهودة في التغلغل والتوغل استعدادا للتغول ... في علاقة كان هناك حرص من الجانبين على جعلها عادية وإن كان لينين يرسل من حين لآخر إشارات إلى أنه حجر الزاوية فيما يحدث .

ليكن ... هذا فاتحة معركة فكرية شرسة ... مرحى ... ولكن لتكن بوحوه مكشوفة وبدون استغلال عواطف جماهير وخاصة شباب محبط ... وليتقدم الذين يدفعونهم من خلف الى الساحة بوجوههم الحقيقية .... وهم على كل حال جزء من هذه النخبة يتحملون أوزار ما وصلت إليه البلاد كما غيرهم .... نعرف أن هناك "مستثمرون" في الوضع وفي قيس سعيد نفسه ... ولكن هناك من بينه وبينهم وشائج ارتباط ... على قيس سعيد أن يكون أمينا أمام الناس على ما أقسم عليه وأن لا يترك للعابثين منافذ لعودة الاستبداد باسم شعبوية قذافية لم تترك وراءها إلا حربا مدمرة يتجرعها إخواننا الليبيون .

قيس سعيد رجل معروف بمحافظته على أداء فرائضه .... هو يعرف أن كثيرا من التونسيين اجتذبهم بسلوكه ذلك .... ولكنه يعرف والتونسيون يعرفون من التاريخ والواقع أن ذلك ليس بعاصم له من الوقوع في فتنة السلطة وقد قيل وأحسبه يعرف ذلك : "أن آخر ما ينزع من قلوب الصالحين حب الملك"... وعليه وعلى من معه ومن يستثمرون في شخصه ولحظته أن الشعب و إن كان يطوق إلى الأفضل، ولكنه لن يقبل الرجوع القهقرى....

دستور الثورة كان على نواقصه دستور ثورة ... يكفيه الباب السابع أن يكون كذلك ... يكفيه "قضاؤه" على النظام الرئاسي أن يكون كذلك ... يكفيه تثبيته للحقوق والحريات الأساسية الفردية والجماعية ... يكفيه المؤسسات الدستورية التعديلية ....

يحتاج تعديل القوانين حتى تكون منسجمة معه .... يحتاج تعديل النظام الانتخابي بشكل عقلاني ومتدرج ... وقد كان أولى برئيس الدولة أن يوقع على قانون صادق عليه البرلمان ولم يوقع عليه سلفه في وضعية مريبة .... لم يكن لتوقيعه أجل حتى نقول أنه "فات" و ليس هناك مبرر لاعتبار أنه كأن لم يحدث ...

دستور الثورة يحتاج استكمال المؤسسات التي نص عليها ويحتاج صبرنا عليه حتى يتحول من مجرد نص الى ثقافة عندما تعاد صياغة القوانين والانظمة والاوامر واللوائح على هديه .... لن يحكم على دستور قبل تطبيق الباب السابع تطبيقا كاملا لأنه الباب الذي ينقل السلطة فعليا للجهات و يعطيها صلاحيات حقيقية وإمكانيات حقيقية وبدون اللجوء الى شعبوية ليست شيئا آخر غير تمهيد الطريق للفاشية والديكتاتورية ...

تاريخ أول نشر 2019/12/10