يمكن لنا ان نستبشر خيرا بالاعتصام الذي في مقر الحزب الجمهوري، والذي جاء بعد اكثر من سنتين من الانقلاب ... كما تابعت، كالعادة الوجوه النهضوية تملأ المكان ... ولكن لم يأخذوا كلمة، واعتبروا كلمة جبهة الخلاص كافية للتعبير عن موقفهم ... كلمة محمد الحامدي كانت واضحة وحاسمة وتستحق الاشادة ... كلمة نبيل الحاجي حرصت على توجيه إشارات للتمايز ... وكان حرص مؤثث الاجتماع وممثل الجمهوري اكثر ... ربما من باب تشجيع البقية للالتحاق ... النهضويون متعودون على هذه المواقف، ومتعودون على تحمل الأذى "الاصغر" من اجل اقتلاع الأذى "الأكبر" .... شخصيا افهم هذا الخيار الذي تحول إلى طبيعة عند النهضة ... لكنني من حيث المبدا مع رأي إيناس حراث ... على الاسلاميين الخروج من مربع "الاستضعاف" والجري وراء "المقبولية" ... عليهم ان لا يتنازلوا عن هويتهم، وان يقدموا آراءهم ومبادراتهم وبرامجهم من دون أن يلبسوا اقنعة على وجوههم .... تلك الاقنعة التي مهما كانت، لن تخفي حقيقتهم، انهم إسلاميون بالدرجة الاولى، وان مرجعيتهم إسلامية، وانهم يقاسمون الجميع الوطنية، وانهم لا يقبلون بحال ان تكون القاب الوطنية والديمقراطية وحتى الحداثة ماركة مسجلة لفئة دون أخرى من المجتمع.
قال سي وسام مقاومة الانقلاب تفرض علينا خيارات تكتيكية أو مرحلية تقبل بالعمل مع من تجمعنا به التقاطعات ... لابأس ... قد يكون الوضوح أفضل .... على الاسلاميين ان يكونوا واضحين أيضا، ولا يخجلوا من أنهم أيضا لا يشبهون اولائك، وان ما يجمعهم هو الدفاع عن الحرية ومقاومة الانقلاب حاليا لا غير .
أخيرا ... كما كان رأينا منذ لحظة الانقلاب الاولى ... لا مقاومة إلا بثمن ... هذا الثمن الذي يدفع، والذي سيدفع، هو وحده الذي سيحقق النصر على الانقلاب ... وهو الذي جمع هذه "النخبة المتكلسة" بعد سنتين من الانقلاب ... "إن المصائب يجمعنا المصابين".
تاريخ أول نشر 2023/10/5