مقاومة لا معارضة
التدقيق الذي ورد اليوم في الندوة الصحفية للمبادرة الديمقراطية - مواطنون ضد الانقلاب من أنهم :"مقاومة للانقلاب وليس معارضة له" وأنهم " لا يعترفون بالانقلاب وبكل ما صدر عنه" تدقيق مهم يرتب أثرا على مستوى وسائل المقاومة وكيفيات تنفيذها.
المقاوم الذي لا يعترف بالانقلاب يعني أنه لا يعترف بمراسيمه واجراءاته وحكومته وأجهزتها التنفيذية. وعندما يقرر تنفيذ وسائل مقاومته لا يستأذن أحدا ولا ينسق مع أي جهة تنفيذية هي في الواقع مجرد أداة لتنفيذ سياسة الانقلاب.
عندئذ فالمقاومون سيتظاهرون في الوقت الذي يريدون والمكان الذي يريدون، وسيعتصمون كذلك بالشكل الذي يريدون وفي الزمان والمكان الذي يريدون. والمقاومون يتدرجون في وسائل المقاومة المدنية و التي ستصل حتما الى العصيان المدني اذا لم تجد الوسائل التي قبلها.
ما كان رأيا لدى الكثيرين وأنا واحد منهم فضلت المبادرة الديمقراطية أن تصل إليه بعد تدرج في المواقف. وهو في الحقيقة تحيين لخارطة الطريق التي اعلنوها في ندوتهم الصحفية الاولى.
لا مقاومة ناجحة بدون برنامج لما بعد الانقلاب
مسألة أخرى مهمة وردت في الندوة الصحفية وتتعلق بأن الهدف الاسمى للمبادرة ليس اسقاط الانقلاب فقط، وانما الوصول الى برنامج وطني جامع لما بعد اسقاط الانقلاب، حتى لا تتكرر التجربة المحزنة لما بعد 14 جانفي، حيث تفرق الذين كانوا يدا واحدة قبل هروب المخلوع شيعا، وفتحوا الباب مشرعا لعودة سريعة للنظام الذي اسقطته الثورة.
طموح مشروع ووعي ثاقب يعتبر المنجز الحقيقي ليس اسقاط خيمة الانقلاب وانما بناء خيمة الوطن الواحد وطن الحرية والكرامة.