لا يرضى ظلام السجن أحد ... لا يرضاه لنفسه ولا لحبيب ولا صديق ... بل ولا للإنسان ... مطلق الانسان الذي خلقه الله حرا ... والذي ابتدع هذا الاسلوب العقابي سيكون عليه وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة .... "إنه أبشع مؤسسة ابتدعها الانسان" ( قرأت هذا للشيخ راشد في حواره مع جريدة الرأي بعيد خروجه من السجن سنة 84).
الحرية والانسان خلقهما الله توأمان لا ينفك أحدهما عن الآخر ... هكذا هما في عقيدة المسلم ... لذلك اعتبر علال الفاسي وابن عاشور و الغزالي الحرية من مقاصد الشريعة الكبرى.
فما بالك عندما يكون المسجون مظلوما ... إنه اعتداء مركب و تعد جاوز كل حدود ... والسكوت عن هذا الظلم كبيرة سيبوء بإثمها من يركن إليها.
فكيف إذا كان السجين لم يودع السجن من أجل حقه الفردي بل نيابة عنا جميعا ... للدفاع عن حقنا في الحرية والكرامة ضد من اغتصبها و خان الأمانة.
والأبطال الذين أودعوا غياهب السجن ظلما وعدوانا لا يطلبون منا النضال من أجل إخراجهم من السجن ... إنهم يطلبون منا مواصلة النضال في ما كانوا عليه ... لا بل الالتحاق بهم في نضالهم ضد الظلم والعدوان والانقلاب على إرادة الشعب وعلى الحرية والكرامة التي عبدت الطريق إليها قوافل الشهداء ...
يقولون لنا لا تصدقوا أسوار السجن وأبوابه الحديدية ... نحن أحرار و كل ما نريده هو أن تلتحقوا بنا صفا واحدا ويقينا واحدا وقلبا واحدا ...
وهذا ما تريده الحرية التي نلناها ويوشك الظالم أن يستلبها منا والكرامة التي لم نستكمل نيلها بعد ويعمل الانقلاب على افتكاكها من أيدينا ...
إن الاسود الرابضين في سجن المرناقية عدتنا للنصر، وعزيمتنا التي تشحذ طاقاتنا، وسلاحنا الذي لا يفل، و صوتنا الذي يخترق الآفاق ... ولكي نراهم بيننا أحرارا، فليس علينا إلا أن نحرر أنفسنا من وهم التصالح مع الظالمين، ومن رهبة مواجهة الانقلاب، ومن اليأس من شعبنا .... عندئذ سيشعرون بالفخر وستمتلئ نفوسهم عزا ... وسيخرجون ليقودوا معنا مسيرة التحرر والتحرير ... لا أن يخرجوا من سجن صغير إلى سجن كبير ....
تاريخ أول نشر 2023/9/21