هل جاء التسريب بجديد ؟ بالنسبة لي ولكثيرين لم يأت بشيئ جديد ... سوى تأكيد ما كنا نعلمه أو نستنتجه ... لا شيئ جديد ...
ماذا يمكن أن يفيد إذن ؟
سيمكن كثيرين ممن لا يسمعون ما نقول، ولا يثقون في ما نقول، من أن يستمعوا وأن يغيروا من رأيهم .... ربما سيحصل شيئ من ذلك ... بأي حجم ؟ ليس مؤكدا بعد .... هناك من على بصره غشاوة، وفي أذنيه وقر، وعلى عقله حجاب، وفي قلبه إما حبا يعمي ويصم لقيس ! أو حقدا وحسدا لخصومه يعمي ويصم هو ايضا .... فلا تنفع معهم الحقائق ولو اجتمع عليها الانس والجن .... حتى يرو بأم أعينهم جسده الملقى على الأرض، بعد أن أكلت دابة الأرض منسأته ....
في التسريب كشف لتلك السيدة التي كانت طيلة عامين "السيدة الأولى" أمرا ونهيا .... ظهر بجلاء أنها كانت "مكلفة بمهمة" السيطرة على قيس، وتدبير الامر من خلاله ومن ورائه ... وقد علمت من أمر قيس لدى مباشرتها لمهمتها ما كان يعلمه من كلفوها ... وكان الترتيب "إحاطته" لانجاز ما هو مطلوب منه، ولانجاز ما هو مطلوب من خلاله، ومن خلال الاحاطة به .... فظهرت انها مارست دورا قذرا لا يقل قذارة عن دور قيس وعلى رأس دورها القذر إخفاء حقيقته وعلى رأسها مرضه واستثمار ذلك في اللعب بمصالح دولة ومصالح شعب.... وانها يجب أن تحاكم كما سيحاكم هو يوما ما ... إلا أن يقدر المختصون أنه قد رفع عنه القلم ....
كلنا يعلم أن هناك ما حصل من تدبيرها هي، وهو لا يقل جرما عما اقترفه قيس بوعيه وبامره وتدبيره .... وكما أسقط قيس هيبة الدولة وضرب نواميسها وأنظمتها وعلى رأسهم دستورها، فعلت هي نفس الشيئ ....
عند الحديث عن "جماعة قيس" الخلص والذين شبهتهم بالطائفة "secte"، تبدو وكأنها كانت تصارع عالم قيس الخفي عنها، والذي بدا لها فيه أنه له عالمه الخاص، وأنه مخادع وأنه يتلاعب، وأن كثيرا من تصرفاته تنم عن سوء نية وتدبير خفي .... شخصيا أصدقها في ما قالت ومشاعرها تجاه ذلك ... مع ان ذلك ليس بجديد لدينا .... كل ما في الامر، أنه كشف أكثر المهمة التي كانت على عاتقها ....
بقي سؤال: من وراء التسريب ؟ وما المصلحة ؟ شخصيا أذهب أنه تسريب مقصود، و يشير الى أن الجهة التي كانت وراء السيدة نفضت يدها من خطة استثمار قيس الى العمل على تغييره .... وهذا يظهر بجلاء من خلال الموقف من جبهة الخلاص، ويظهر في موقف الاتحاد واحزابه داخل بيروقراطيته وخارجها ( التيار) ... العميقة وسطحها ومن ورائهم "الحامية" نفضوا ايديهم او يكاد من خطة توظيف قيس، و يبحثون عن خطة بديلة تحقق الهدف الحقيقي ألا وهو : ضرب قوى الثورة وعمودها الفقري النهضة.
ولأن الإغبياء فقط هم من يضعون بيضهم كله في سلة واحدة ... اويتحركون في واقع معقد بسيناريو واحد ... فمن الطبيعي أن تكون لهم سيناريوهات وبدائل متعددة بقطع النظر عن أحجامها .... وقد يكون بعضها ما زال في إطار استثمار قيس... وبعضها لعله يكون في قلب قوى الثورة .... فاعتبروا وانتبهوا يا أولى الأبصار ....
ومع كل ما كتبنا فقد يذهب التسريب سدى .... اذا لم تكن الساحة ناضجة بالشكل المطلوب .... ولا يقع استثماره بالشكل المطلوب .... وما الامس ببعيد ... فقد كشفت تسريبات خطيرة في مصر ولكنها لم تؤثر رغم خطورتها على الانقلاب ... ولربما لعبت دور المسكن لا اكثر ...
تاريخ أول نشر 3\5\2022