search

ثورة من أجل غزة .. الحركة الطلابية والشبابية في أوروبا وأمريكا تنتفض والقادم أعظم

إن تطور وسائل التواصل والاتصال كشف الحقيقة جلية كالشمس، وتبينت عدالة الحق الفلسطيني أمام صلف وعنجهية الاحتلال الغاشم. وفعل طوفان الأقصى وثورة 7 اكتوبر فعلهما في الوعي الجمعي العالمي. ودار الجدل عميقا هذه المرة حول حق الفلسطينيين في أرضهم وجريمة تهجيرهم وتفجير مدارسهم وقراهم ومستشفياتهم، وقتل الرجال والنساء والولدان بوحشية لم يشهدها العالم من قبل، بنازية وفاشية في اعتى تجلياتها المتوحشة.

ولم تشفع للصهيونية تبريراتها ولا ادعاءاتها بالحماية والدفاع الذاتي. لقد حصحص الحق لدى النخب السياسية والجامعية والتعليمية وخاصة الطلابية، وشكلت حزاما طلائعيا متقدما مدافعا عن الحق الإنساني والتحريري الوطني الفلسطيني، ورافض لكل المزاعم الصهيونية والإمبريالية الداعمة لها. واسترجعت الحركة الطلابية العالمية ألقها، ووجدت قضيتها المصيرية والوجودية التي يتوجب الدفاع عنها والالتفاف والتوحد حولها بكل المعاني الإنسانية والحقوقية والتحررية.

واسترجعت الحركة الطلابية والشبابية العالمية تقاليدها في مناصرة قضايا التحرر في العالم منذ ثورة ماي 1968في باريس، إلى التحركات الطلابية والشبابية التي تلتها في امريكا الجنوبية.

وهكذا هو الوعي ينطلق من النخب والحركات الشبابية ليعم مختلف مستويات الوعي الاجتماعي في أمريكا وأوروبا. فقد أصبحت قضية فلسطين وما أحدثته من تطورات شعبية عالمية ودراماتيكية، مما جعلها قضية عالمية وأممية بامتياز، سيكون لها ما بعدها ولن يعود التاريخ مرة أخري إلى الوراء.

ويذكرنا كل ذلك بحركة تحرير العبيد التي اندلعت سنوات 1861 الى 1865في شكل حرب دامية بين جنوب الولايات المتحدة وشمالها.

الجنوب الذي كان رافضا للتحرير من استغلال العبيد في فلاحة الأراضي، والشمال الذي يريد تحريرهم لاستغلالهم في بيع قوتهم العاملة في المصانع التي كانت تفتقر لليد العاملة التشغيلية.

فقد اعلن الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن عن تحرير العبيد في 1 جانفي 1863، وهو ما حرر ثلاثة ملايين أسود قانونيًا. واستخدم كلا الجانبان الأمريكيان في الشمال وفي الجنوب الأفارقة لأغراض عسكرية خلال الحرب؛ في الجنوب كعبيد وفي الشمال كعمال مأجورين ومتطوعين عسكريين. وقاتل أكثر من مئة ألف من العبيد السابقين في صفوف الولايات المتحدة، في حين فر أكثر من 500 ألف منهم من مزارعهم إلى خطوط الاتحاد.

كما تذكرنا التحركات الطلابية والشبابية الامريكية بمارتن لوثر كينغ أب الحركة الحقوقية العالمية هو والزعيم الأمريكي المسلم مالكولم اكس. وقد أغتيل لوثر كينغ سنة 1965واغتيل مالكولم اكس سنة 1969 من قبل مخابرات السي آي ايي.

الحركة الحقوقية للوثر كينغ ومالكولم اكس كانت في خمسينات وستينات القرن العشرين، اما الحرب الأهلية لتحرير العبيد فقد جرت في زمن أبكر بكثير من ذلك.

لقد كانت معركة من أجل حق المساواة بين المواطنين السود والبيض دون تمييز. لذلك قال لوثر كينغ قولته الشهيرة :لي حلم I have a dream ... لي حلم بأن تعيش بناتي في مجتمع لا تمييز فيه بين أسود وابيض إلا بالأخلاق.

وأعلن طوفان الأقصى حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني والعربي، ومبدأ المساواة بين الشعوب والمواطنين في العالم دون استعباد امبريالي صهيوني، مصداقا لقوله تعالى "يأيها الناس اتقوا رَبَّكُمُ الذي خَلَقَكُم مِّن نفسٖ وَٰاحِدَةٖ وَخَلَقَ منها زوجها وَبَثَّ منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إِنَّ الله كَانَ عليكم رقيبا". ﴿النساء ١﴾