search

الانقلاب وتداعياته (14): جبهة الخلاص ... والحوار مع الانقلاب ... استدراج أم اختراق؟

كانت نواة مواطنون ضد الانقلاب : بوعجيلة وإسماعيل وجوهر والغيلوفي والبوعزيزي والشامخ ... بقدر حرصها على مواجهة الانقلاب كانت حريصة اكثر على جمع جبهة الرفض باعتبار ذلك شرط الاقتدار لاسقاط الانقلاب وخاصة الاتحاد وبعض القوى السياسية التي تراها اقرب لخط المواجهة ... ذلك الحرص تحكم كثيرا في سقف نضالها وانعكس على خارطة الطريق وكان بوعجيلة وجوهر أكثر الحريصين على ذلك وان تركت الحرية نوعا ما لاسماعيل والبوعزيزي والغيلوفي ان يواصلوا رفع السقف. المهم ان النواة كانت تعرف أن هذه الجبهة تقتضي مرونة في المطالب وفي خارطة الطريق لأن طريق المقاومة الذي يمر بالضرورة عبر العمل على عزل المنقلب وما يقتضيه سقف عال لا تحتمله بعض أذرع جبهة رفض الانقلاب الواسعة والرخوة .... ميلاد "جبهة الخلاص " جاء بهذا الأفق ... وما صدر عن بعض مكونات الجبهة منسجم مع سقف نضالها وخطها السياسي تكتيكيا واستراتيجيا ... ورد فعل نواة مواطنون ضد الانقلاب وتصريحات جوهر من على عتبات المسرح البلدي بالامس "استرضاء" للتململ اللذي حدث حتى داخل النواة لا يلغي جوهر التكتيك السياسي الذي تتحرك به جبهة الخلاص وبيانها التأسيسي لا يلغي الحوار ... وما صرح به عبد اللطيف المكي لم يكن من بنات أفكاره .... هناك عملية استدراج في تقديري تقوم بها الديبلوماسية الغربية مارست امثالها ببراعة في أحداث كثيرة داخلية وخارجية هدفها الرئيسي تجويف الجبهات وشل ارادتها المقاومة عبر مد حبال الامل الكاذب .... ويبدو ان الجبهة تنظر الى ذلك باعتباره نوعا من الاختراق وما هو بذلك في تقديرنا .... كما اكدت مرارا وتكرارا ... لا القوة الصلبة ولا الاتحاد ولا القوى الخارجية يمكن أن تغير موقفها بدون خلق واقع على الارض تصنعه الشوارع ....

تاريخ أول نشر 2022/6/20