نحن أمة قد لا تنتصر في معركة أو حتى معارك متتالية، ولكنها ابدا لن تموت ... "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم" ...
قد يخذلها بعض رجالها في معركة ... قد يتقاعس جيل من أجيالها عن تحمل الامانة ... قد تخور عزائم قياداتها ... وقد يخونون الأمانة .... لكنها تجعل من سقوطهم درسا ... وتعبد بأجسادهم طريقا ... وقد تجعل من بعض جنودها شموعا تحترق لتطرد العتمة في بعض دروبها ومن حولها ...
قد تخمد نار الجهاد في مصر فينبعث لهيب من تحت رماد في مصر آخر ...
نحن أمة القرآن التي حولت غزاتها الى خدم لها في مراحل من تاريخها ... نحن أمة النداء الخالد والنور الأبدي المزروع في صبغياتنا، نتوارثه جيلا عن جيل وكابرا عن كابر ، يحمله المغرورون منا والمفتونون بعدونا رغما عنهم فضلا عن المسكونين به ....
نحن أمة لا نعرف الهزيمة ....
سائلوا التاريخ عنا ما حوى ... سائلوا مدننا الشامخة حتى في سطوة الاحتلال ...
لا يفتننكم قرن أو قرنان مضيا .... فقد كانا مع ذلك قرنا الجهاد والمجاهدة ... لم يحلم فيها الغزاة براحة ولم يستطيبوا في ديارنا عيشا ... ولم يسرقوا ابناءنا منا وإن سرقوا بعضهم ...
منذ قال الحبيب المصطفى : "اليوم نغزوهم ولا يغزونا" ونحن في غزو مستمر بكل الوسائل .... نغزو لنرد العدا ... ونغزو لنبسط الحرية ... ونغزو لننشر نور الله ... نغزو بأجسادنا العارية وبثقافتنا المشحونة بقيم الاسلام يحملها حتى من يتخيلون انفسهم أعداءه من أبنائنا ....
لا تحزنوا .... لا تقنطوا ... لا تيأسوا ... لا تنظروا في مواضع اقدامكم ... قلبوا أبصاركم في سفر التاريخ ... وفي كل شارع وزقاق ... وفي كل الآفاق والبطاح والوهاد والجبال ... فلن تروا إلا أمة قائمة منتصبة و"لو صبت جهنم على رأسها" ...
نحن أمة لا تعرف الهزيمة .... ننتصر أو ننتصر ...
تاريخ أول نشر 8\4\2022