search

حوار مع رجل حكيم في الشأن الوطني

تربطني بالصديق "الشيخ" الفاضل البلدي علاقة احترام ورغبة ثنائية في الحوار في جلسات قهوة لا تخلو من مناقشات حادة من جانبي أحاول أن أكسر بها هدوءه الذي لا يفارقه حسا ومعنى ... ورغم اختلاف وجهات نظرنا في قضايا متعددة إلا أنني لا أنفك من التنويه بحكمته وبعد نظره ورؤيته العميقة المرتبطة بعمق الواقع الذي يختلف عن "فورات" السطح السياسي والايديولوجي وحملات التجييش وافتعال الازمات التي ينخرط فيها الجميع ...

ما قابلت الشيخ الفاضل متسائلا وممتعضا واحيانا ثائرا الا وقابلني هادئا مبتسما ومستعدا الى محاججتك بأدوات الحجاج المنطقي بالخلفيات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصدية التي تؤيد وجهة نظره.

تطرق حديثنا اليوم في أحد المقاهي الشعبية التي نلتقي فيها الى الحالة السياسية الراهنة ونذرها غير المبشرة بخير من وجهة نظري ... وقدم لي في المقابل وجهة نظره حول الوضع الاجتماعي / الأقتصادي باعتباره مادة توتر الاوضاع ونذير "انقلابها"...

يقول:

#أن_الواقع على عكس ما يقولون عادي وأنا اجوب البلاد كلها ... الأسواق زاخرة بيعا وشراء ... كل الأسواق تغص بالسلع وبالناس ... والناس تتدبر امرها ... ولا توجد مجاعات في البلاد ولا ما يقاربها.

#الاموال موجودة في البلد وهي بين ماسكي قطاعات التجارة والتراخيص والمهربين وما بينهما.

#الدولة غنية بما تملك من ثروات وعقارات فيها ما يساوي مليارات وتركها على ملكية الدولة وعدم بيعها لا يؤدي الا الى بخس قيمتها ( وقد عايشت من تجربتي في ألبانيا ان تلك العقارات تمعشت منها الطبقة السياسية التي تداولت على الحكم طيلة 25 سنة ولا زالت ).

#الاموال المصادرة التي لم يتم البت في امرها وتركت بدون صيانة حتى تخترب ولو أخذنا فقط أملاك المخلوع والتجمع لاستفادت الدولة من أموال طائلة تساهم من خلال حوكمة رشيدة في حل الكثير من المشكلات.

#يتسائل المرء عن الاعتصامات التي يقوم بها العديد من الباحثين عن العمل تدوم بالاشهر وتتساءل عمن ينفق عليهم وعائلاتهم ...

قلت له شيخي أنت تحدثني عن القوة الكامنة في البلد وأنا معك أن ليس هناك بلد فقير ... لكنني أحدثك عن الفاعل/ الفاجر الذي يفجر نهبا ويفجر جهلا وبفجر ظلما وهو يحسب انه يحسن صنعا ...

"وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ"