من السهل أن تتفق مع النهضة أن هناك تآمرا وتعفينا وقطعا لطريق نجاح الثورة ولمساهمة النهضة فيها ... لكن من الصعب أن تتقبل منك الحديث عن مساهمتها في تردي الأوضاع، من خلال هشاشة مشروعها وكوادرها التي رشحتها للحكم، وعجزها عن مواجهة خصومها، ووقوعها في استراتيجية الثورة المضادة في التراجع عن مكتسبات الثورة، نتيجة ادارة التوافق الذي انتهجته، والذي ورطها في ممارسات سياسية بعيدة عن روح الثورة وقيمها ومبادئها.
في المقابل من السهل أن تتفق مع خصوم النهضة في ما ذكر من السلبيات أعلاه، و لكن من الصعب أن يتقبلوا منك الحديث عما قاموا به هم أو سكتوا عليه من تآمر وتعفين وتخريب، وبالتالي المساهمة من جهتهم في توفير الفرص للثورة المضادة وأحيانا مساعدتها بشكل مباشر فضلا عن غير المباشر.
والحق في ما نرى، هو في اعتراف الطرفين بما ينسب لهما من سلبيات يعدها البعض أخطاء ويراها البعض الآخر جرائم .
وأكرر هنا ما أراه من أن التآمر والتعفين وقطع الطريق لا يبرر للنهضة أخطاءها، ولا يعفيها من تحمل المسؤولية سواء في عجزها عن المواجهة أو لجوئها إلى من قامت عليهم الثورة حتى ولو كان ذلك تكتيكيا.
وبنفس القدر فإن أخطاء النهضة وضعفها وحتى ممالأتها للنظام القديم لا تبرر التآمر عليها وتعفين الوضع وقطع الطريق .... لأن كل ذلك ضرب للثورة وتمكين لأعدائها.... وتقديم البلاد لمجهول أشد ضررا وهو ما نشاهده الآن بعد 25 جويلية.
لا أفق لحل وطني إلا بأن يقطع الطرفان خطوات تقربهم من بعضهم، تبدأ بالاعتراف بحجم المسؤولية والاعتذار الصريح عنها، وتتعمق وتتلاحم عندما ينزع الطرفان عنهما التوسل بالممارسات السياسوية، ويتقدما بروح وطنية خالصة، واحتكام الى ما يتيحه النظام الديمقراطي من وسائل هي وحدها القادرة على السير بنا الى بر الأمان .... وخير الفريقين من "يبدأ صاحبه بالسلام" ....
تاريخ أول نشر 2021/8/12