search

خواطر من وحي انتفاضة الجامعات الأمريكية

من يشاهد انتفاضة الجامعات الأمريكية وتأثيرها الذي امتد لجامعات دول غربية أخرى، من يشاهد الطلبة الأمريكان وهم يسحلون ويضربون ويلاحظ صمودهم وعنادهم وتصميمهم، من يلاحظ المساندة الميدانية التي يتلقونها من أساتذتهم، من يلاحظ كل ذلك ... يستغرب كيف لا تستفز تلك المظاهر جامعاتنا العربية وطلابها وأساتذتها!

متى تستفيق الحركة الطلابية العربية والاسلامية؟ متى تكفر عن تقاعسها؟

في الزمن الماضي لم تكن الحركة الطلابية تستأذن أحدا عندما تنتفض لقضايا الأمة ولمصالح الشعب، لا تنتظر أحزابا تنتمي إليها، ولا نظاما يفرض عليها طريقة رد فعلها، أو يمس من استقلالية حرمها الجامعي وسيادتها عليه. لا بل إنها كانت تقتحم على النظام مناطق سيادته في ساحات وشوارع المدن ولا سيما العاصمة، فتنزل للشوارع وهي لا تمتلك إلا حناجرها وأرجلها وصدورها العارية ... وتعود بعد لحظات الالتحام تلك، ممتلئة فخرا وعزا بأنها كسرت الصمت وبلغت صوتها، وجرأت الشعب على "المقام المقدس" للنظام. وإذا حدث وأن ألقى البوليس على بعض أفرادها، فإنها تفتخر بهم ولا تسكت عن مظلمتهم، وتواصل خوض نضالات الدفاع عن القضية الأم وعن حق المحتجزين في التظاهر وفي الحرية.

النقد الموجه للطلبة وتخليهم عن قضايا الوطن والامة والقضايا العادلة موجود في كل المجتمعات، والحديث عن "شباب التيكتوك" الذي انحدر للتفاهة موجود في كل الدول بما فيها أمريكا ... لكن ذلك الشباب الذي كتب الكثير عن تفاهته، بل ينعي موته الكثير، هو الذي انتفض الآن وأعاد للأذهان انتفاضات الماضي .... فمتى يستعيد الطلاب وتستعيد الحركة الطلابية أمجادها؟ وتواصل رسالتها كطليعة لمجتمعها معبأة بالحلم الجميل والنقاء الثوري والاستعداد للتضحية.

هذا ما تحتاجه الحركة الطلابية ... لا تحتاج المال ولا الأرائك الوثيرة ولا التنقل بين موائد إعلام الاسترزاق وشراء العقول والقلوب وتجييرها لصالح التفاهة والاسترزاق والزبونية.