search

كثير من الهزائم تحولت إلى نصر وكثير من الانتصارات ضاعت

علمنا التاريخ أن إدارة الصراع مع الغاصبين تحتاج يقظة أشد بعد الانتصار، وحذرا أشد، وانتباها أشد. وبسبب اختلال المعادلات المادية بين المقاومين الذين لا يملكون إلا الايمان القوي والصدور العارية، يسعى الغاصبون للالتفاف على الانتصار، بتحويل النصر الى هزيمة، من خلال تحويل أوضاع ما بعد الحرب الى معاناة من اجل إزالة آثار العدوان المدمرة. من هذه الزاوية يتسللون ليمارسوا كل ابتزازاتهم وحيلهم الشيطانية للإطباق على الأراضي المحاصرة والمدمرة، وحيث الناس الذين فرحوا بالانتصار يلتفتون الى الدمار الذي ألحق بهم في كل شيئ ليجدوا النصر مجرد لحظة نشوة عابرة.

علمنا التاريخ أن قوى الشر تزداد ضراوة بعد المعارك، وان معارك ما بعد التحرير التي يتوقف فيها استعمال السلاح الناري أشد فتكا بقوى الثورة من معارك التحرير ذاتها ....

كل المتابعين للحركة النشطة على جميع المستويات ومن جميع الأطراف، التي تعتبر ان مخططاتها فشلت لوأد الحق الفلسطيني، يرون كيف تعمل تلك الأطراف جاهدة من أجل تحويل هزيمتها الى نصر، من خلال استعمال سلاح إعادة الإعمار، ومن خلال المناورات السياسية والإطباق السياسي على قوى المقاومة واستعمال سلاح المال.

آخر دروس التاربخ هو الالتفاف على ثورات الربيع العربي من قبل قوى الثورة المضادة المحلية والاقليمية والعالمية، وكيف أدى ضعف الانتباه لخطرها والاستعداد لمواجهتها والتخطيط المحكم للتصدي لها الى أن تجد قوى الثورة نفسها محاصرة في سرعة فائقة.

ورغم أن ذلك من سنن التاريخ إلا أن ضعف التأمل فيه جعلنا نعيد وقائعه أحيانا بحذافيرها. فإذا هو يتكرر في شكل مآس مروعة من تحويل النصر الى هزيمة ... فهلا اعتبرنا ...

تاريخ أول نشر 26/5/2021