search

سيندمون .... ولات حين ندم

نجح خصوم النهضة من "الأقارب والأباعد" وأعانتهم هي على نفسها في جعل قطاعات واسعة من الشعب، في اعتبارها هي أسس البلاء والأولى بالإبعاد ... وسينجح كثيرون من القريبين منها، وممن كانوا يتوددونها، وممن باسمها حكموا وفعلوا ما فعلوا، وتحملت هي عبثهم ..

سينجح هؤلاء في التملص منها، والبحث لهم عند خصومها على ملجإ أو مدخرا .... وسيدفعون وسيجدون .... استطاع حلف المال الحرام الداخلي والخارجي وضع كل رزايا العشر سنين على رأس النهضة ... وبددت هي جهودا كبيرة في فتح "ثقب" في جدار إعلام الدجل والخداع كي تقدم الحقيقة للناس أو على الأقل وجهة نظرها ... انشغل "رجالها" بمنافساتهم الداخلية والخارجية .... ولم ينتبهوا الى أن الجميع "يأكل من غلتها ويسب ملتها" .... بالتحالف معها يحكمون ويتمعشون ... ومن ورائها وأحيانا أمام عينيها يفسدون ولا يصلحون ...

ولذلك عليها أن تقر أنها بددت بيديها أملا كبيرا فيها .... الأرقام وحدها ممكن أن تقدم ذلك .... وأنها حرصت على المشاركة في الحكم ودون أن تحكم، وأيضا دون أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها وتقنع الناس بخياراتها في بقائها في حكم ليس لها فيه إلا مساحة حكم ضيقة ومحدودة .... وأنها بذلك لم تقدم ولم تفرض أي برنامج يساعد على تحقيق الكرامة للشعب .... جاء بها الصندوق ورفضتها النخبة ... واشتغلت عليها .... ولم تنجح في اختراقها، ولم تحافظ على الاختراق المحدود الذي تم لها في بداية الثورة .... وتفرقعت تلك القوى أمام عينيها وربما غذته بعض أجنحتها ....

إذا عجزت عن التصدي لمؤامرات خصومك وكيدهم .... إذا استطاع خصومك أن يسبقوك الى الشعب "بعدتهم وعتادهم" وأن يتمكنوا من امتلاك عقله وقلبه وجعله يقتنع أنك أنت السبب .... فلا تلم خصومك ولا تلم الشعب وعليك أن تلوم نفسك ولا آخرا غير نفسك .....

سيحتاج الناس زمنا كي يكتشفوا أنك لم تكن إلا مشجبا غلقوا عليه كل أوساخهم، وأنك "الشيطان" الذي صوروه للشعب كي يرموا عليه كل حجارات غضبهم، وأن من حرضوهم هم من قاموا عليهم ذات يوم 17 ديسمبر ... رجعوا إليهم في ثوب صفيق من "الثورة على النهضة" ليحكموا بهم من جديد ... سيكتشفون ذلك بعد أن يكون قد مضى زمن ودون أن تكون هناك قدرة على استعادة الماضي ..... سيضحكون على أنفسهم كيف صدقوا أن النهضة كانت تحكم .... سيبكون دما كيف أنهم بأيديهم أرجعوا ناهبيهم .... سيبكون عندما يعرفون أن ما حصل كان مقدمة ليبتلعوا ما ليس منه بد .... رهن البلاد أكثر واستمرار النهب أكثر ... سيكتشفون أنهم يدارون بـ "كمسيون مالي" تماما كما كان ذلك عشية استعمارهم سنة 1881 ... وأنهم رهينة لدى البنوك ... ووصفة صندوق النقد الدولي السحرية ... خصخصة المؤسسات الحكومية ووضعها في يد كارتلات المال التي تحكم تونس ... سيلغى صندوق التعويض .... وستجمد كتلة الأجور .... مقابل انتشار ضخم لمؤسسات بيع الوهم وسرقة العقول والقلوب ... وسينفق على الإعلام من أجل مزيد قتل الأمل والعمل ... لا تملك كارتلات المال أي بديل آخر ولا البنوك أي بديل آخر ولا الحكم أي بديل آخر ... لأنهم لن يقبلوا أبدا بأن لا تزيد مدخراتهم وأن لا تزيد أسباب رفاهيتهم ... تلك سنة ماضية .... مرت بها كل الدول التي سلكت هذا الطريق من أمريكا اللاتينية الى أوروبا الشرقية .... سيثور 95% من الشعب من أجل أن يستفيد من الثورة من قامت عليه الثورة وهم لا يزيدون عن 5% من الشعب ....

كل ذلك سيكتشفونه بعد .... ولات حين ندم ....

وكل ذلك لا يبرر للنهضة عجزها وحرصها على حكم لم تعرف أدواته ولا تعلمتها ولا تخلصت منه حين تأكدت من عجزها ....

وكل هذا وذاك يحتاج عقلاء وما أقلهم في كل المؤسسات والمنظمات والأحزاب ولكنهم موحودون لينزعوا فتيل الفتنة، ويمنعوا الاحتراب الداخلي، و يمنعوا تحويل تونس لبيت أحقاد، ليتركوا للأحفاد ما على أرضه ما به يعيشون ويبنون قدرهم .... ولله الأمر من قبل ومن بعد ... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .....

تاريخ أول نشر 2021/7/27