طبيعي أن يكون في الناس من يغلب عليه التفاؤل، وهؤلاء ينقسمون الى قسمين: من يبني تفاؤله على التمني على الله الأماني، ومن يرى التفاؤل محفزا للعزم الاكيد والعمل السديد.
وطبيعي أيضا أن يكون في الناس من يغلب عليه التشاؤم، وهؤلاء أيضا ينقسمون فريقين : من يجعلهم التشاؤم أقرب الى اليأس والقنوط ... "ولا ييأس من روح الله ألا القوم الكافرون" ، ومن يعشي النظر الى النصف الفارغ من الكأس نصفه الآخر المليان.
وهناك المتشائلون على حد وصف الروائي إيميل حبيبي.
والتاريخ كتبه ويكتبه المتفائلون والحالمون حلم الاستنهاض ، الذين يجعلون من أحلامهم صورة ما ينشدون في غدهم، ويغدو نهارهم وليلهم وسعيهم وكدهم تحويل تلك الصورة المتخيلة التي رسموها في أذهانهم وسكنت سويداء قلوبهم الى واقع
وهذان الفريقان موجودان بطبيعة الحال في الذين أجمعوا أمرهم على مقاومة الانقلاب في تصور ما سيكون عليه الحال يوم الجمعة 14 جانفي 2022.
كتبت في ما مضى أن الانقلاب لا يسقط الا بشارع منتفض. وذلك الشارع لا يعني أنه سينقض على قيس ويخرجه من قرطاج، ولا أن يستولي على مؤسسات الدولة ليحتلها، فتلك الوسائل حتى لو تخيلنا امكانية حدوثها، قد تأتي بالعكس وتحول الامر الى فوضى يتسلل منها "سراق الثورات".
الشارع المنتفض والصامد هو الوحيد القادر على جعل القوة الصلبة وعمادها الجيش والامن تراجع حساباتها فتنحاز جملة أو تنقسم على أمرها وفي كل خير.
الشارع المنتفض والصامد هو الوحيد القادر على جعل القوة الاجتماعية الاكبر اتحاد الشغل يراجع حساباته فينحاز جملة أو ينقسم على نفسه وفي كل خير .
الشارع المنتفض والصامد هو الوحيد القادر على جعل القوى السياسية والمدنية المقاومة للانقلاب أو حتى المعارضة له تراجع حساباتها وتترك أو تؤجل مناوراتها الى ما بعد اسقاط الانقلاب.
وهذا الشارع المنتفض هو الشارع الممتد جغرافيا في الجهات والولايات والمعتمديات وحتى القرى، والممتد قاعديا ليمس كل الفئات .
هو شارع العمال بنقاباتهم الاساسية و اتحاداتهم الجهوية وقياداتهم الوسطى.
وهو شارع التلامذة والطلبة،
وهو شارع الجمعيات والمنظمات المدنية الميدانية.
وهو شارع إعلام الحرية المستقل في صفحات التواصل الاجتماعي وفي القنوات والاذاعات الحرة والاعلاميين الاحرار الذين هم متواجدون هنا أو هناك.
وهو شارع الائمة والخطباء الذين يوجب عليهم موقعهم الديني الانحياز للحق ورفض الظلم والانقلاب، والتحريض على مقاومة كل ما ينافي الحرية ويعتدي على كرامة التونسيين.
وكل هذا كي ينجح ويؤتي اكله يحتاج #قيادة_واعية_وشجاعة_وحكيمة تدير هذه الايام باقتدار وتنظيم محكم واستراتيجيات وتكتيكات مناسبة.
الهيئة_التنفيذية للمبادرة الديمقراطية - مواطنون ضد الانقلاب
تملك كل ما تحتاجه قيادة مسار اسقاط الانقلاب من وعي وشجاعة وحكمة وتصميم ....
ننتظر منها أن تواصل خط سيرها وأن تجعل يوم الجمعة 14 جانفي يوم اسقاط الانقلاب كما كان يوم الجمعة 14 جانفي 2011 يوم هروب المخلوع.
#أنا_متفائل .... لأنني أدرك أنني لن أبلغ هدفي إلا بالتحلي بأقصى درجات التفاؤل واليقين في نصر الله .... وقد كتب سبحانه أنه "ينصر من ينصره" .... ومن ينتصر للحرية والعدل والكرامة فقد انتصر لله .... ولن يخذله الله أبدا ....