search

في الحاجة الى استعادة شعاراتنا الكبرى لألقها

شعاراتنا الكبرى التي انطلقت بها مسيرة الصحوة بعيد سنة 67 في كل بلاد العرب والمسلمين تقريبا، بعد فشل عشرية الاستقلالات، التي وأدت الحرية وهمشت الاسلام ورضيت بدور الحارس لمصالح الاستعمار وعت بذلك أم لم تع ... تلك الشعارات، ولئن احسسنا بعد تحول الصحوة من الهامش إلى الظاهرة ومن الظاهرة إلى البديل المحتمل، أنها لم تعد قادرة، لوحدها كشعارات، على تقديم الحلول المعقدة للمجتمع والدولة، فإنها مع ذلك تبقى هي المعين الحقيقي الذي تستمد منه الصحوة وقد تحولت الى أحزاب وتنظيمات وجمعيات مقولاتها وبرامجها. وأنها متى انزاحت عنها فقدت هويتها ومشروعيتها وشرعيتها كبديل.

ذلك أن التعثر الذي بدا واضحا في تحويل الشعارات إلى برامج، ليس سببه خطأ الشعارات، وإن كان يمكن الحديث عن غموض تمثلاتها، وعن سيولة معانيها بحيث يمكن أن تضم في قائمة من يرفعها المتناقضين، ذلك أن الشعارات الكبرى تضل دائما منفتحة للتأويلات المختلفة.

تلك الشعارات تعبير مركز عن القيم التي تبشر بها الصحوة، وعن مرجعياتها، وعن هويتها.

وقد كان الشعار المركزي الذي جاءت به الصحوة: مرجعية الاسلام وشموليته ... الاسلام كمنهج حياة ... الاسلام باعتباره مصدرا للقيم ... القيم الانسانية التي بها يحيا الانسان ...

تلك الشعارات ترجمت بعد ذلك في منتصف الثمانينات عندما تقدم الإخوان للانتخابات البرلمانية بشعار : الإسلام هو الحل ... لا شك أن الاسلام هو الحل شعار صحيح في جوهره وفي معانيه الكبرى ... لكن الخطأ حصل عندما توقع بعض رافعيه أنه يمكن أن يكون برنامجا انتخابيا لحزب ينافس على السلطة ... لكن الاسلام هو الحل لأنه الدين الخاتم ولأنه رسالة الله لعباده ومنهجه الذي ارتضاه لهم ....

لك أن تقول أن الصحوة التي تحولت الى تنظيمات وأحزاب لم تحسن تنزيل تلك الشعارات الكبرى ... وأنها لم تحسن قراءة واقعها حتى تحسن تنزيل الشعارات عليها ... لكن كل ذلك لا يجب أن يطال التشكيك في سلامة وصحة شعاراتنا الكبرى ... تلك هويتنا و تلك هي مرجعيتنا، ويوم نفشل في المحافظة على شعاراتنا، و نفشل في تنزيلها على أرض الواقع فقد انتهت مهمتنا ... وسيمكن المجتمع لفئة جديدة تحمل الحلم في دورات لم تنقطع على طول تاريخ أمتنا الحضاري ... تماما كما حصل مع الصحوة التي ولدت كحاجة اجتماعية لتنكب نخب الاستقلالات عن رسالتها ووظيفتها وتحولها الى وكيل للمستعمر يخدم قيمه ومصالحه ...

تاريخ أول نشر 2021/7/21