search

قضاء التعليمات يوسم علي العريض 34 سنة سجنا

موجة من الغضب العارم بسبب الحكم الصادر على الأخ علي العريض ... غضب مفهوم ومشروع لأنه لا سند قانوني إطلاقا لهذا الحكم ... حكم تجاوز حدود الظلم إن كان للظلم حدود ... وإنما هو انتقام فاجر لمن حقد على علي وإخوانه من قيادة النهضة وحركة النهضة كلها، لوقوفهم عشر سنوات كاملات شوكة في حلق الثورة المضادة ... فقد أفسدت النهضة عليها خطتها في إفشال الثورة في مهدها ... ولا ترى في استمرارها ولو ضعيفة منهكة إلا خطرا جاثما عليها ... هذا هو مختصر القول، وهكذا علينا ان ننظر لصورة تونس خلال العشر المنقضيات، وهكذا علينا ان ننظر لصورة تونس من يوم الانقلاب إلى يومنا هذا ... تلك هي الصورة في مجملها ... تلك هي الصورة في تحليلها الأخير ... وكل ما عدا ذلك جزئيات لا ترقى إلى خانة الأسباب الرئيسية ....

لكنني أقول لكل الغاضبين، ولكل المتشائمين، أنني واثق ان "نجومنا الزاهرة" وراء قضبان المرناقية، الأكثر منا يقينا وثباتا وتفاؤلا على ما هم عليه من الحق، وعلى ما اختطوه منذ انطلقوا في مسيرتهم ووضعوا أقدامهم الأولى فيها، من ان تونس للجميع إلا من أبى، وأنهم مع التوافق الوطني إلا من أبى، وأنهم عند المقدرة سيعفون، وانهم على مذهب ابن آدم الأول، لا يردون على الظلم بظلم، ويتنازلون عن القصاص، لأنه "وإن تعفوا وتصفحوا فهو خير"، وهم لا يرضون عن الخير بديلا.

والإسلاميون عندما يفعلون ذلك، فلأنهم أقوياء بالحق الذي هم عليه، واقوياء بأخلاق القرآن التي تشربوها، وأقوياء بهدي سنة وسيرة نبيهم الذي ارتضوه إماما ... هذا طريقهم، وإن بدا للبعض طويلا ومتعبا، إلا انهم يرونه الأقصر والأوصل ... فأقصر طريق هو المستقيم وإن طال ... ﴿ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[ الأنعام: 153]

تاريخ أول نشر 2025/5/3