جميع حكام العرب والمسلمين تفننوا اليوم في توصيف الكارثة، وكانهم طلاب ابتدائية يجرون إمتحان "الانشاء" أو "الانتاج الكتابي" ... جميعهم بمن فيهم اولائك الذين كان لنا بصيص أمل في ان يصدعوا ببعض المطلوب، ويشهدوا العالم وخاصة شعوب الأمة على خيانة وتخاذل غيرهم من الحكام ...
لم اكن أنتظر ان يكون خطاب أردغان كذلك ... كنت أتوقع منه ان بتجاوز خطاب التوصيف الذي اشبعنا به شهرا كاملا ... بل كنت أتوقع ان يتجاوز خطاب التهديد الذي ملأ أسماعنا كل هذه المدة .... كنت أتوقع ان يصدع بموقفه ويدعو لقرار ملموس يوقف الإبادة على الاقل ... دفاعه عن القرار لا يعني انه بالضرورة سيتخذه فعليا ... بإمكانه أن يعتذر في ما بعد ويقول دعوتهم ولم يستجيبوا ... لكنه حتى على هذا لم يقدر !!!!!
لكن العجب العاجب والفضيحة المدوية في خطاب رئيسي حاكم إيران ... خطاب مخز من امثاله ... كان أعلى ما فيه تصريحه بان فلسطين هي ما بين النهر والبحر ! وهو موقف عندما يفتقد مستلزماته العملية يتحول إلى موقف "صغير" ... مجرد مزايدة على "محور السلام" الاستسلامي ... البقية محاولة الفوز بأعلى الدرجات في الامتحان الكتابي ..... توصيف يخفي جبنا واعتذارية مشينة وهو الذي يملك أكثر من غيره قواعد ضاربة وله جيش يسميه جيش القدس... و يتفاخر بانه يقود محور مقاومة ....
هكذا هي الصورة إذن الشعوب تحركت تحت السقف الذي حدده حكامها، والحكام تحركوا تحت السقف الذي حددته أمريكا ولربما إسرائيل ...
وتبقى غزة رهينة صمود شعبها وشجاعة مقاومتها ... "لا يضرهم من خذلهم" .... وإنهم لمنتصرون بإذن الله .... ولا نامت أعين الجبناء ...
تاريخ أول نشر 2023/11/11