search

لسحنون الجوهري منا السلام

لم ينم ليلتها الا قليلا..

تغالب عيناه كحلا للنعاس..

وشعاعا جوهريا في بريق الناظرين..

تشرب القهوة؟

قالها مبتسما

وفنجان الجزوة

دافىء بين اليدين..

لم اجب

وترشفت منها جرعتين..

فاتح اللون

مشرب بالسمرة

باسم الثغر

خفيف اللحية

واسع الصدر

واحة في اللاحظين..

بين أشجار الصنوبر..

دندن الدندان

شعرا..

وحديثا تدفقت ارجاؤه

في الضفتين..

ما الذي يعنيك في هذه الأرض؟

سألت..

هل سمعتم

ما الذي ارتد بريقا

عن سؤالي :

ما الذي يعني الذي يعني

ويعنيني بوعثاء الطريق..

يا رفيقي..

حب الاهي..

دفء للحبيبة..

اخوة كالنور..

صغار من شغاف القلب..

وقرة العين بلادي والصلاة..

بتونس الحمراء

حمراء التوجع والمخاض الوطني..

احضنها بالساعدين..

جوهري انت يا سحنون

قلها

شامخا

منتصب القامة

صامدا

وشهيدا

دمه لا زال حناء اليدين..

اه يا الف بلاد من بلادي..

اه يا الف شهيد

من بلادي..

كم يحار الموت

في اقبية الجلاد

من يونيو

من نوفمبر

من يوليو

ولم يرى التعساء

في حمرائنا الا العبيد..

جوهري انت يا سحنون..

حر..

لم تكترث لصراخهم..

وصخب الأحذية

يدق اوصال اسفلت الحديد..

لم تكترث لم تكترث

في لحظة الزمن الوديع..

وفي الوداع..

وصعود الروح

للمعراج

شاهدة..

على الفجار

والثوار..

والالق المدجج

بالصباحات الجديدة

 بالنهار..

لا تعتصر دمعتك الحرى بليل

واختزنها للنهار..

جوهري انت أيها السحنون..

سيجيء السيل

رغم الويل ..

منبجسا

من سفح كفيك الوضيئة.

من تراتيل التهجد في حقول الزارعين وليلهم الطويل ..

من خضر السنابل

من عرق العمال

رغم صلف الساسة وسراق الإذاعة والقنوات..

اه يا بلوى السنوات..

جوهري انت يا سحنون

سيجيئ السيل..

 رغم الويل..

رغم عشر

ثم عشر

ثم عشر

سودوها..

سود الله اوجههم

وتناسوا انها مخضبة بالرصاص..

بتربة الزياتين وبالبحر

وقباب الاولياء الصالحين..

ومنارات المساجد

في بلادي..

ودماء الشهداء.

محمديون من تربة يثرب في المدينة في زمان الهحرة الأولى الى فلك السماء..

والله يشهد ..

فوق أيديهم ويشهد..

رغم عشر

ثم عشر

ثم عشر

لم تزل تحمر في حمرائنا من غضب الثكالى..

واجداث الشبية ..

ورياح البؤساء

ونشيج البائسين..

تعزف معزوفة الريح لعفريت المدينة .

عبثا فوق غثاء شواطئ البحر في بلدي الحزين.

اه يا الف بلاد من بلادي

اه يا الف شهيد

جوهري انت أيها السحنون

سيجيء السيل

رغم صبيان لهم

يوزعون الويل بالعدل خلال الليل..

على الاحياء في الحارات على التعساء..

يثقبون قفاف الناس..

فلا يقضون من حاجاتهم

حبة من خردل او حبتين..

ويقولون لهم

صبرا.. نحن اسيادكم

فوقا وتحتا..

ومن فوق الفساد

سوف نطعم الأبناء منكم والنساء في زنازين السجون.

اليس هذا كرم..

نفضله على انتشاركم في المدارس والازقة والمعاهد

وفي شوراع السوق القديم..

سيدونا

وارفعونا فوق رؤوسكم

حتى لا نكسرها..

ونطعمها الكساد ونستزيد..

جوهري انت أيها السحنون..

يا شهيدا..

وشاهدا بالروح في المعراج..

لن تنغلق البلاد..

سيجيئ السيل

سينتفض الوطن..

وطني المعفر بالتراب وبالجليد..

سترتفع بيارقه بصوت الباسط السحري وبالنشيد..

ونشيدا

بالنشيد

وللنشيد..

يا أيها السحنون..

يا أيها الجوهري..

عبثا تعود بلادنا

للسامري..

عبثا تعود بلادنا للفرعون للثور الخوار..

للتيه للعفن البليد..

عهدا سيعود احرار الوطن

في ليلة القدر؟

في الف شهر؟

عيدا بعد عيد بعد عيد..