search

لماذا تُتوارث العداوات ؟

هذا اليوم يوم عاشوراء الذي يصادف ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه ... وفي نفس الوقت ذكرى إعدام الشهيد سيد قطب ... الحدثان بارزان في تاريخ الأمة البعيد بالنسبة للاول والقريب بالنسبة الثاني .... والحدثان كانا ولا زالا عنوانا للعداوت التي شقت كيان الأمة... كل محاولات تجاوز آثارهما باءت بالفشل!.... لا تخمد نارهما ساعة الا لتزداد اضطراما ساعة أخرى .... ما يزيد الطين بلة أنهما يجتمعان هذه الايام ليزيدا وضع الأمة سوءا .... حضورهما في لحظة تاريخية برزت فيها إرهاصات انعتاق الأمة من نير الاستعمار المباشر وغير المباشر زادتا نار التصارع اشتعالا .... صراع قائم على عداوات متوارثة وليس على مشاريع أو برامج ... وجود "شبه برامج" لا يمكن أن يخفي حقيقة الصراع القائم على "حزازات النفوس" التي تراكمت و"خلقت" كيانات مشحونة بعداوات متوارثة لأفراد و مجموعات و كيانات " اصطدمت طموحاتهم أو برامجهم فحولوا اختلافهم الى ثارات ودماء .... "الدم" عندما يسفك لا يترك خلفه إلا اللعنات التي تترسب آثارها بل تتوارث ولا يتطهر منها إلا بإعلان البراءة منها " تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يفعلون " .... للأسف لم يعد هدي القرآن لنا هاديا ولا عبر التاريخ لنا رادعا ... عندما ننظر من هذه الزاوية تتبدى لنا إرهاصات التغيير مجرد لحظة عابرة قد تخفي وراءها خيبات أشد كما حصل في لحظات مماثلة وأقربها إلينا لحظة مفتتح القرن العشرين و"ثورته العربية الكبرى" التي انتهت باستعمار مباشر استكمل ما تبقى وبسقوط الحلاقة الاسلامية، ولحظة منتصفه و" استقلالات دوله" التي انتهت باستعمار غير مباشر كان على الأمة اشد وطئا...

متى يتخلص الاحفاد من إرث الاجداد الدامي .... ويبنوا مستقبلا لا يحمل من الماضي إلا ما يعينه على النهوض؟

تاريخ أول نشر 2020/8/29