search

لم يعد فقط تشكيل الحكومة ممكنا … بل ورئاسة الغنوشي البرلمان أيضا

مع تزايد عدد المقاعد المتحصل عليها من حركة النهضة لتصل لحوالي60 مقعدا، لم يعد أمر تشكيل الحكومة عسيرا . يبدو أن حزب تحيا تونس أيضا يعزز مواقعه بعدد فوق ما كان متوقعا حسب استطلاعات الرأي. ومع الباب المفتوح الذي تركه ائتلاف الكرامة، وما يمكن أن تأتي به المفاوضات، سواء مع أحزاب أو مع مستقلين، فإن تشكيل الحكومة أصبح في حكم الممكن، بعد أن كانت أملا ضئيلا جدا. الحصول على الأغلبية المطلقة أصبح ممكنا، والوصول إلى أغلبية الثلثين سيحتاج إلى مفاوضات عسيرة ولكنها ليست مستحيلة.

لكن تجاوز الجانب الشكلي في تكوين الحكومة، لا يعني أن جانبها المضموني من حيث البرنامج والإجراءات والكفاءات سيكون سهلا .... سيكون الأمر موضوع مفاوضات ليس فقط مع الأحزاب المشكلة للحكومة، ولكن أيضا مع اتحادات العمال والأعراف والفلاحين، وغيربعيد عن أعين الشركاء الدوليين وخاصة المؤسسات المالية العالمية. فالأحزاب التي ستشكل الحكومة، تدرك حجم التركة الثقيلة التي أمامها،و حاجتها الماسة لوفاق وطني، أو هدنة اجتماعية.

ويبقى أهم القرارات ذات الصلة بتشكيل الحكومة وبالبرلمان، هو إحياء الرغبة التي خلنا أنها اندثرت، والتي قيل أنها كانت موضوع اتفاق بين راشد الغنوشي ويوسف الشاهد،ألا وهي رئاسة الشاهد للحكومة ورئاسة الغنوشي للبرلمان.

أخيرا تأتي السلطة "راغمة" للشيخ راشد الغنوشي، ولتصبح رئاسته لأعلى مؤسسة في الدولة دستوريا أمرا واقعا، بعد أن كان عسيرا حتى في الأحلام. يتقلدها قادما إليها على صهوة جواد الحرية والكرامة في مسيرة خمسين سنة من النضال. إنه حدث مليء بالدلالات و يؤذن برمزيته ميلاد عهد جديد لتونس، وفصل جديد من فصول ثورة الحرية والكرامة.

تاريخ أول نشر 2019/10/7