كالعادة انتصب تونسيون بلباس "الحكمة والعقل" يحاكمون السوريين !!!!!!!
وهو نفس اللباس الذي ضيعوا به ثورتهم بالأمس القريب.
ومن العجب العجاب أن تر من لا يستحي أن ينظر بنصف عين واحدة، ولا يكلف نفسه حتى القيام بجهد محدود يتمثل في الاستماع لكل وجهات النظر، بل يستسلم لعمليات غسيل المخ وتوجيه الجيوش الالكترونية المعادية وبعضها صهيونية، التي تمارس كل أنواع التضليل والفبركة والخداع والتهويل التي وصلت إلى نشر صور جرائم الفلول من قتل على الهوية (سيارات إدلب) وحرق من فيها ونسبتها إلى الأمن العام والجيش السوري، بل واستعمال صور لأحداث وعمليات قتل في بلدان أخرى وتقديمها على أنها من فعل الأمن العام والجيش ....
لم يكلف هؤلاء أنفسهم متابعة الأخبار والتحليلات التي قامت بها جهات متعددة حول المحاولة الانقلابية ....
لم ير أولائك كيف تصرفت إدارة العمليات العسكرية خلال مراحل الفتح ومارست ذلك بشعار : فتح لا ثأر فيه، شهد بها كل منصف. بل ونزعت الفتيل من كل متحفز لإجهاض الفتح في المهد...
كل المتابعين والذين يعرفون ما قام به نظام بشار، ورأوا كيف استطاعت إدارة العمليات العسكرية فتح المدن بتجاوزات محدودة، لم يصدقوا ما حدث. هي تجاوزات محدودة بالنظر لما ارتكب من فضائع طيلة خمسين عاما لا تهوينا من شأنها ...
ومع ذلك فإن التجاوزات التي حدثت من يومين أقر بها الشرع نفسه، وبدأوا في محاسبة أصحابها، وقاموا بإجراءات ردعية ووقائية لم يكن من السهل القيام بها عند اندلاع المؤامرة بشكل وحشي ومنظم في الساحل ....
ما حصل رد فعل عن محاولة انقلاب حقيقية تحدث عنها كل من تابع الوضع ورصد التحركات والمخططات والتنفيذ، ومن شعب عانى ما عانى من نظام وحشي لا مثيل له وهذا ما يقوله كل السوريين عدا الفلول ... كل السوريين بانتماءاتهم المختلفة ... هؤلاء تعتبر عودة النظام لهم مسألة حياة أو موت. لذلك هبوا يحمون انفسهم امام مؤامرة حقيقية انطلقت بعمليات غدر راح ضخيتها العشرات من قوات الامن العام والجيش في كمائن وخداع ومن عناصر بعضها كانت تحمل شهادات تسوية لوضعهم.... هي ردات فعل لا تعد شيئا أمام الفضاعات التي ارتكبها النظام وارتكبتها فلوله في محاولتهم الانقلابية.
المهم أنه لم يبررها أحد من أركان النظام الجديد ...
ولكن تهويلها والسقوط في خطة الخصم هو العار والشنار لجماعة طز حكمة التوانسة ... وبعضهم لا يستحي من أنه كان من أولائك الذين ضيعوا ثورة بأيديهم من خلال الاستسلام لمخططات أعداء الثورة بلبوس الحكمة الزائف وينتصب اليوم صارخا ومولولا ومتهما "الحكم" الذي لم يتجاوز شهره الثالث، في بلد انهار فيه كل شيئ، ويواجه مؤامرات مركبة وعقوبات لم ترفع بعد.
لا وجه للمقارنة بين تونس وسوريا، ولم تكن ثورتنا تستدعي ما قام به السوريون، ولكنها وقعت ضحية من كان له دور في إدارة الصراع بلبوس الحكمة الزائف، الذي يخفي في الحقيقة سقوط في مخطط الخصم وخدمة أهدافه وهو يحسب أنه يحسن صنعا.
كلنا لا ندعي الامساك بالحقيقة والوضع السوري أعقد بكثير مما نتصور ... لكن التسرع وأكثر من ذلك الانتصاب معلما أو قاضيا لا يليق ...
وبدل الانتصاب في مقام المعلم علينا أن نجلس على كرسي التعلم من السوريين ... وندعو لهم ...
تاريخ أول نشر 2025/3/9