search

ليس الاسلاميون الا بشر يجتهدون و يخطئون .... و لكن الانصاف مطلوب من كل حر .

لا يستطيع اي قارئ منصف لتاريخ الاتجاه الاسلامي منذ ظهر بهذا الاسم في الجامعة التونسية اوخر السبعينات الا ان يقر ان عمود برنامجهم السياسي هو الحرية . و كان اول شعار رفعوه في كلية العلوم في اول تحرك باسمهم : " نريد الحرية في الجامعة كما نريدها في البلاد". و قد ناضلوا و تحملوا اذى كثيرا حتى " يفرضوا " الحرية في الجامعة و يضمنوا ليس فقط حقهم في التعبير و التنظم و إنما حق غيرهم ايضا من التيارات السياسية بما فيها بعض التيارات اليسارية التي كانت ممنوعة من الكلام . و قد كانت تجمعات الاتجاه الاسلامي هي التجمعات الوحيدة التي يعتلي منبرها ممثلوا كل الاطياف السياسية ( و يسبوا الاتجاه الاسلامي بأقذع السباب ) بما فيها تيار الوطد الذي كان مهيمنا على الحياة السياسية الجامعية و يمنع بكل ما اوتي من عنف و ارهاب التيارات الاخرى حتى من مجرد التعبير عن الرأي .و هو التيار الذي خطط و نفذ مجزرة منوبة كمحاولة يائسة اخيرة لاستلام زمام المبادرة و كان شعاره فيها " وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء".

و في البلاد حافظ الاسلاميون على شعارهم و ضلوا اوفياء له و تنازلوا دائماً من اجله كلما رأوْا طريق التعاون مفضيا اليه مع كل الفرقاء و مع النظام ايضا. و لم يتهيبوا المغامرة في "فرضه " كلما انسدت أمامهم سبل التعاون، و رضوا بالشهادة على مذبح الحرية على العيش في ظلمة العبودية .

ليس صحيحا ما يحاول البعض ترسيخه من عداوة الاسلاميين للدولة !

فقد اثبتوا استعدادا و قدرة و نجاحا في التعامل معها من خلال احتكاكاتهم الاولى بها في الشبيبة المدرسية و مجالس الطلبة و الكشافة و الاتحاد العام التونسي للطلبة و الاتحاد العام التونسي للشغل . و لكن العقل الإقصائي الأمني هو الذي جعل من الدولة عدوا للاسلاميين . و قد لعبت التيارات اليسارية المتطرفة دورا كبيرا في ذلك ، ليتجاوز مع حكم بن علي الأجهزة الأمنية الى كامل مفاصل الدولة في عملية اختراق رهيب لا زالت ذيوله مستمرة لحد الان، مشكلة جهازا أمنيا موازيا تجلت اهم مظاهره في بعض النقابات الأمنية و في ندوة الجبهة هذه الايام .

تاريخ أول نشر 2018/10/7