search

مؤامرة التهريب ...

للأسف لا زال إعلام العار والشنار يمارس أسلوب إخفاء الحقيقة وممارسة الكذب والدجل ... ولا زال قطاع من الناس يصدقون ما لا يصدق و يغشي ابصارهم وبصيرتهم هوى متبع عماده الحقد والكراهية أو ركام التشويه والتدليس والبهتان ... متى ينتبهون وعامان ونيف من التعري والانكشاف تزداد رقعته يوما بعد يوم ؟ للأسف بعضهم سيقولون ما قاله الأعرابي: والله لو خرجت من جلدك ما عرفتك.

ما حصل من تهريب 5 إرهابيين بكل تفاصيلها لا يمكن أن تقع من طرف مندسين أو مخترقين لجهاز الدولة ... بل تمت من طرف جهاز الدولة ذاته بوعي و تدبير .... هؤلاء فتح لهم باب السجن ووقع إخراجهم و تم في نفس الوقت فبركة السيناريو المطلوب تسويقه لعملية الخروج ....

هل يمكن أن يقدم على هذه العملية جهاز من أجهزة الدولة بدون علم بل بدون أمر من المسؤول الأول عن الدولة ... بالطبع غير ممكن هذا وذلك لسببين : أولا لما نعلمه من خضوع كل أجهزة الدولة للمنقلب وخاصة الوزيرين االمعنيين الداخلية والعدل. وثانيا لأن مسؤولي الأجهزة التي تحت إمرتهما تم اختيارهما من قبلهما .... يجب أن لا يكون هناك ذرة شك في أن هذه العملية يمكن أن يقوم بها مجموعة أفراد من حراس السجن و مساعدة آخرين غيرهم.

رد الفعل الباهت من أجهزة الدولة ورأسها يؤكد ذلك أيضا ... السيناريو السخيف يؤكد ذلك أيضا ...

بالنسبة لي قيس موافق على عملية التهريب بنسبة 90 بالمائة وهو من أمر بها وليس فقط علم ولم يعترض.

بالنسبة لي أيضا العملية تأتي في إطار مخطط يتجاوز تونس ... يعني أن العملية تمت في إطار قرار وراءه أجهزة استخبارات فرنسية وصهيونية وربما جزائرية أيضا.

السؤال المهم : لماذا؟

- تخطيط استباقي من أجل الاستعداد لما أسميته في تحليل سابق سرقة انتصار المقاومة، وذلك بتنشيط خلايا الإرهاب "المنومة" وليس النائمة، ووضع المنطقة في رهاب الارهاب، الذي سيسهل لكل دهاقنة الاعلام شحن الرأي العام وتوجيه الانظار بما يجعل الاسلاميين، أصحاب الانتصار وحلفاء المقاومة في حالة رد الفعل، وحبك سيناريوهات التوريط في الارهاب .

- رد فعل على ما أظهره التونسيون من تعاطف فاق كل الدول الأخرى مع القضية الفلسطينية ... هذه الحالة الاستثنائية لا بد لها من عملية توجيه انظار كبيرة.

- عملية استباقية للتشويش على قانون تجريم التطبيع، الذي تم اجهاضه بانقلاب 25 جويلية بعد ان تم إجازته من اللجنة المعنية ولم يبق إلا تحديد جلسة عامة له لإقراره.

بطبيعة الحال هناك احتمال أن لا يكون قيس على علم بالعملية، فجهاز الدولة مخترق من أجهزة المخابرات جميعها ولا سيما الفرنسية والصهيونية ... لكنه سيدرك بسهولة من وراءها، وسيتعامل معها وكأنها صادرة عنه و لن يفعل غير ذلك ... لأن أسبابها ستصب في مصلحته، ألا وهي مواجهة خصمه الحقيقي والوحيد وهم الاسلاميون وعلى رأسهم حركة النهضة.

مارس قيس ما مارسه بن علي في حرب الخليج، من متابعة رأي عام تونسي يرفض الاحتلال والأمريكان والصهيونية، طبعا مع الفارق بين الزمنين والشخصيتين والقضيتين .... لكن الجوهر واحد وهو مساندة من أجل أن لا يستفيد من الحالة خصمه الحقيقي وليس إيمانا بالقضية .... قيس الذي يعرف كيف أن شعار "التطبيع خيانة" قد جلب له أصوات التونسين، يواصل نفس اللعبة الحنجورية ... وهناك بهاليل لا زالوا يصدقونه ... وطابور خامس له وللصهيونية والاستعمار مجندين أنفسهم لللإقناع بذلك ....

متى يستفيق التونسيون ؟

عندما ينتج الحراك الاجتماعي فاعلين جدد، لا يحملون وعثاء سفر طويل استهلك قواهم وشوه ملامحهم بحق أو بباطل .... الشعوب تبحث دائما عن الطهارة ... طهارة القلب واليد واللسان ... وتتعلق بالقابضين على المبادئ بقوة وتسير خلفهم و تمدهم بطاقاتها وتعطيهم بدون حساب ...

تاريخ أول نشر 2023/11/2