search

ما يسطرون.. من أجل إعادة تأسيس اليسار التونسي

لمحة عن الكاتب: بكار غريب أكاديمي. مدرس مادة الاقتصاد في كلية العلوم القانونية والاقتصادية بجندوبة ، شغل منصب عميدها منذ 2014. وهو أيضًا نقابي وعضو في حزب المسار. صاحب كتاب " من أجل إعادة تأسيس اليسار التونسي".

ساهم في المؤلف الجماعي " الاحزاب السياسية والانتقال الديمقراطي" بمقال عنوانه: «Les gauches tunisiennes après 2011 : aux origines d’un échec paradoxal : Baccar Gherib pp. 233-247. In « partis politiques et transitions démocratiques » sous la dir. De Hatem M’rad, Nirvana 2019.

يمكن تفسير فشل اليسار التونسي في فرض نفسه على المشهد السياسي ما بعد الاستبدادي بعاملين:

1. تمثيل ضعيف منذ انتخابات 2011
2. عدم قدرته على تكوين تحالفات والتأثير على الخيارات الاقتصادية والاجتماعية الرئيسية للدولة.

وينطلق الكاتب في هذا المقال إلى تحليل أسباب هذا الفشل في اغتنام اليسار لهذه الفرصة التاريخية التي قدمتها له الثورة ، إن لم يكن لأخذ السلطة على الأقل لوضع حد للاستقطاب السياسي من خلال التموقع السياسي واختيار طريق ثالث إلى جانب القوتين السياسيتين: الإسلام السياسي والمنظومة القديمة-الجديدة.

يقر الكاتب أن هناك يساران:
- يسار معتدل « gauche réformiste »، إصلاحي ، اشتراكي ديموقراطي ، قام بمراجعات سياسية ، وريث الحزب الشيوعي التونسي. "حركة التجديد" ، حاليا حزب "المسار" منذ عام 2012
- اليسار الراديكالي « gauche radicale »الثوري الماركسي اللينيني الذي لم يقم بأي مراجعات لا ايديولوجية ولا سياسية.
يخلص الكاتب إلى أن هذا اليسار بشقّيه ( الاصلاحي والراديكالي) يختلفان في رؤيتهما للحظة الثورية، وفي الاستراتيجيات والتكتيكات السياسية، لكنهما يشتركان في الفشل البرامجي بخصوص التحدي الاجتماعي والاقتصادي الذي افرزته الثورة..

1. " اليسار الاصلاحي الأعرج": Une gauche réformiste boiteuse

هو يسار اصلاحي لأنه خاض تجربته السياسية من خلال " حزب المسار" في حكومة الغنوشي الأولى وفي تحالفه مع نداء تونس في انتخابات 2014 ثم مؤخرا من خلال تجربته الوحيدة في وزارة الفلاحة .
وهو يسار أعرج لأنه فشل أيضا في إدارة الملف الاقتصادي والاجتماعي.
2. يسار راديكالي "غير سياسي" : Une gauche radicale non politique
حصل في انتخابات 2014 على 15 مقعدا بفضل " اكبر البقايا"، وما كان ليحصل على مثل هذه النسبة في البرلمان لولا تحالف " الجبهة الشعبية" التي ضمت حزب العمال والوطد والبعث... غير أن هذا التحالف سيضعفه عدم الانسجام والاختلاف الايديولوجي بين مكوناته.
ويضيف الكاتب في نقده الى أداء اليسار الراديكالي خلال مرحلة الانتقال الديمقراطي، " ... في حين رفع اليسار الراديكالي في الثمانينات في الجامعات التونسية شعار " سحقا سحقا للرجعية دساترة وخوانجية" من أجل التميز والقضاء على الاستقطاب السياسي بين الاسلاميين والدساترة، لم تبرح الجبهة الشعبية بكل مكوناتها هذا الشعار وزادت في تأبيد الاستقطاب حتى أصبحت توصف بالمعارضة الاحتجاجية العاجزة سياسيا « L’incapacité à intéragir avec le monde tel qu’il est »
ويتبين ذلك من خلال الرفض الراديكالي لبرنامج الاسلاميين والدساترة من دون تقديم رؤية او بديل أو برنامج اجتماعي واقتصادي
النتيجة: ضعف برامجي لليسار بشقّيه الاصلاحي والراديكالي فيما يخص المسألة الاجتماعية والاقتصادية