مجال السياسة سوق معقد جدا، و العمل فيه لا يقل تعقيدا، ويلحق به ما سواه من المجالات وخاصة القريب منه كالاعلام والديبلوماسية وحتى عالم المال والاعمال .... حيث تتقاطع فيه التحركات والمصالح والمقاربات والتكتيكات والتكتيكات المضادة والاختراقات والاختراقات المضادة وتتداخل فيه الفواعل بمستويات مختلفة ومتداخلة، بشكل يجعل الصورة الظاهرة، تشف عن جانب ضئيل جدا من الحقيقة الكامنة خلفها ... لذلك فكل الاحكام التي تبنى على مجرد تلك الصورة، أو تلك الزاوية من المشهد، او القمة التي انحسر عنها غطاء الجليد ... كل تلك الاحكام تضل مبتسرة وناقصة بل واحيانا مشوهة ومشوهة جدا .... و"أفعال العقلاء كما يقولون مصانة عن العبث" ... وهو معنى مطلق على كل عاقل ... حيث ينزع إلى البحث عن المصلحة وعن القيمة حتى وإن أخطأهما ....
ومن دون أن يكون هذا الكلام مصادرة لحق الناس في البحث وإبداء الرأي وإصدار الاحكام ... المطلوب التروي قبل إبداء الرأي وخاصة إصدار الاحكام، وكذلك التنسيب عند إصدارهما، وقبول الاختلاف حولهما مهما كانت حجم وثوقيتك في ما انتهيت إليه بشأنهما .....
تاريخ أول نشر 2023/9/7