search

هيهات هيهات ... لن تسقط راية المشروع الاسلامي

كيف يسقط مشروع يمثل ضمير الامة، وعمقها النفسي والثقافي، والتاريخ الذي يعبق أريجه بناء وعطاء وفتحا مبينا ؟

كيف يسقط مشروع يرفض منطق الاستسلام و الخمول والقعود ؟ قد تترهل بعض أطرافه، أو تخونه بعض قواه، أو تتخلف بعض قواعده، لكنه لا ينقطع عن المقاومة أبدا ... لا ينفك عن الجهاد أبدا ... لا يتوقف عن الغزو يوما ...

المشروع الاسلامي هو مشروع الاستخلاف الرباني ... هو هدي وحي السماء ... ورسالة آخر الانبياء ....

و عندما تضعف فواعله المختلفة ... البشرية و المادية والثقافية ... يحول خصومه وأعداءه أدوات لفتح جديد ... تلك هي دروس التاريخ ....

المشروع الاسلامي مشروع حضاري، وليس مشروعا حزبيا، ولا حتى مشروعا سياسيا، وإن كانت السياسة جزء لا يتجزأ منه ....

كل المشاريع مستوردة، والمشروع الاسلامي وحده هو المشروع الذي ينبع من أعماق الامة .... كل المشاريع التي سادت المنطقة سقطت، إلا المشروع الاسلامي فإنه يتعرض لمحاولات إسقاط من خارجه أكثر من عوامل تعثره الداخلية ... ليس ذلك تهوينا من أهمية العوامل الداخلية والذاتية في التمكين للمشروع الاسلامي ... ولكن عند التحليل الدقيق فلا شك أن كفة تأثير العوامل الخارجية في إرباكه أكبر، و هو خلاف ما عليه المشاريع الاخرى : القومية والليبرالية والاشتراكية، و مركباتها المختلفة، ناهيك عن المشاريع الاستعمارية في نسخها المختلفة .... كلها جميعا امتلكت السلطة، وكونت الاحلاف و تمكنت من كل اسباب القوة ... ولكن غربتها عن ضمير الامة، وعن ثقافتها، و عن مرجعيتها العقائدية، و عداوتها للمشروع الاسلامي أسقطتها ....

من الطبيعي أن تفرض متغيرات الصراع، والتحولات البنيوية، و نتائج المعارك التي تخاض على أكثر من صعيد، ضرورة تغيير "نسخ" المشروع الاسلامي و فواعله على الارض. و لكن الامة تبني تجاربها على أنقاض تجاربها و تحقق انجازاتها بالتراكم ... وفي المحصلة النهائية فهي تتقدم ولا تتأخر .... لان طبيعة الاستئناف الحضاري يقتضي ذلك ... لانه ليس نسخا مكرورة من الماضي، ولا نسخا مستوردة من الاخر ... انه انبثاق من عملية تركيب معقدة من الهدي الالهي ومعطيات التاريخ و تحولات الإعمار الحضاري للانسانية جمعاء ...

على أبناء المشروع أن يوطنوا أنفسهم على هاته الحقائق، ولا ينشغلوا الا بما يجعلهم لبنة صالحة في بناء سيشهد تمامه عندما تستكمل شروطه .... وعلى صغار النفوس أن يواصلوا الحرث بمعاولهم "البلاستيكية المستوردة" في أرض تعرف فلاحها، وتعرف كيف تستقبل جهده وجهاده، و تنبت من كل زوج بهيج ....

تاريخ أول نشر 12\5\2023