search

ولا يفلح الساحر حيث أتى

ما يحصل هذه الأيام من استعمال مضلل لوسائل التواصل الاجتماعي، قصد الايهام بأن هناك رفضا شعبيا، وان هناك "ثورة" تطل برأسها من جديد لتحرق الأخضر واليابس، هو بالضبط من قبيل السحر ....

محاولة لسحر أعين الناس، كي يصدق من يقرأ ما يحصل، وليقول في نفسه، لقد خرج الجميع فلألتحق بهم سريعا حتى لا يفوتني اقتسام الغنائم ... عملية خداع تصرف عليها المليارات، ويقودها بشكل مباشر أغبياء سيرمى بهم في "الدورة"، ومرتزقة سيرمى لهم الفتات، ومغرر بهم سيلقون مصير أمثالهم في مصر، اذا ما تمكن المجرمون والانقلابيون من الوصول إلى مبتغاهم ولن يصلوا بإذن الله ...

لكن فات الشطار أننا جربنا وشاهدنا بأم أعيننا، ولن نسلمهم تونس ليغلقوا قوسا بزعمهم .... لن نسلمهم تونس وثورتها ... لقد استوعبنا الدرس، ولن نترك للسحرة إعادة ما حصل في الرئاسية .... لن نترك لوسائل التواصل الاجتماعي ان تكون ساحة للتلاعب بعقول الناس وقلوبهم ... فلينفقوا المليارات ... "فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون" .....

سنقاومهم هناك في الافتراضي، وسنقاومهم على الأرض ... والأرض دائما كانت هي الفيصل في المعارك .... مهما صبوا من عل من راجمات، فالأرض كفيلة بتحويلها الى "فوشيك" ...

ما حصل في المحروسة لن يحصل في تونس، وليفهم الأغبياء أن الثورة حصلت في تونس ومنها اشتعلت في بقاع أخرى ... والذين كان لهم السبق بإشعالها لن يسلموها إذا خمدت بعض أطرافها ....

لقد كانت مصر درسا لنا، درسناها وتمعنا دروسها وهيهات أن نلدغ من جحر مرتين ....

كما ان الدرس جاءنا من الشعب التركي العظيم، ليقول لنا إن الصدور العارية تهزم الدبابات والطائرات، وإن الشوارع التي تملؤها الجماهير لن تفرغها المدافع .... فلا السحر يخدعنا، ولا التهديد يرهبنا .....

وأقول أن في مؤسسات الدولة .... في الجيش والأمن ... وفي الإدارات الرئيسية ... عقلاء ووطنيين ردوا في السابق طيش المفسدين والمرتزقة، وسيردونه الآن وغدا .... فهم من طينة هذا الشعب، ولن تحرفهم القلة القليلة التي من بينهم، أو من متقاعديهم الذين تحولوا الى سماسرة ومرتزقة عند أعدائهم وأعداء تونس ...

"تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها" .... ولن يهزم رجولة التونسيين مال الريع العربي الحرام، الذي ينفقه المفسدون منهم خدمة لأغراضهم الدنيئة واستجابة لإملاءات بني صهيون ....

تونس بخير اليوم وغدا .... فإذا مرضت فهي تتطهر، وإذا جاعت فلكي تصح، وإذا عطشت فإنها تصبر حتى تشربه زلالا ....

وتونس تغفر لأبنائها العائدين لحضنها إذا ضاعوا وتاهوا .... وتونس تفتك أبناءها من براثن السباع والنسور ... وتونس أيضا - وهذا حقها - لا تقبل من يعقها ولا ترضى عنه ... ولا رب السماء يرضى بذلك ....

تاريخ أول نشر 2021/7/17