search

يا قيس يا غدار

لم أر سيئة من سيئات الأحزاب والسياسيين التي يندد بها قيس لم يأتها هو نفسه .... غير ان ما يأتيه هو في منصبه ذاك يحول السيئات الى كبائر .... فضلا عن انه زاد عليها كبيرة الإنقلاب ورهن البلد للمستعمر القديم ووضع سيادتنا ومصالحنا في خدمته ... ورأيي أنه سيحاسب على ذلك ولن يفلت من قضاء وطني عادل ....

لذلك أقول وقد كتبت ذلك منذ أكثر من سنة لم يكن قيس نزيها ولا صادقا ... بل إنه تعمد المغالطة واعتمد كل أساليب الغموض كي يخفي حقيقته ... واعتبر عمليا كجل السياسيين أن الغاية تبرر الوسيلة في الخطاب وفي الممارسة .... كل ما في الأمر انه يعتبر نفسه في نفسه نظيفا ونزيها وصادقا ولذلك يحل له ان يقوم بكل ما من شأنه أن يوصله الى الحكم والسيطرة لينفذ مراده .... وهكذا هم السياسيون لا يختلفون عنه ولا يختلف عنهم في شيئ ....

كل تفاصيل واقعة الإنقلاب تدل على انه مارس كل رذائل وموبقات الانقلابيين وهو الآن يسير سيرتهم ... ولكن بدون ان يحقق ما حققوا .... فقد تغيرت الأحوال ولم يعد بالإمكان الاستمرار في الكذب ... فهامش الحرية الذي تم اكتسابه، وثورة التواصل الاجتماعي تفضح سريعا كل متآمر ومنقلب ...

ويضل الشعار الذي رفع في أحد المظاهرات بالأمس أهم شعار يلخص العملية كلها .... يا قيس يا غدار .... فقد غدر بنا يوم اعتمد الغموض وأصر على إخفاء حقيقته وابتعد عن الإعلام، وغدر بنا يوم أقسم على احترام الدستور، وغدر بنا يوم غدر برئيس الحكومة واختطفه وسلمه للاجانب ليمارسوا عليه العنف المادي حتى يجبروه على الاستقالة ...

بل وغدر بقيادة الجيش وقيادات الأمن ... وسلاسل الغدر لا تنتهي ....

لقد مات قيس "النظيف" ... "النزيه" ... "الصادق" ... لأنه لم يكن في الحقيقة إلا صورة متخيلة وقع تركيبها بممارسة الغموض والنفاق والمساهمة الفاعلة في ترذيل المشهد السياسي، واستغلالا لحالة الاستقطاب المزري الذي تردت فيه النخب السياسية ....

تاريخ أول نشر 2021/9/6