search

أفكر في ما بعد إسقاط الانقلاب:

أول نهار يأتيك الاتحاد ويقول "تزيدني وإلا نعمل اضراب وعندكم نهار في ايديكم"

بعد بيان الاتحاد ينطلق اعلام العار يندب ... الحكومة ما عملت شيئ ... والمواطنين يبربشو في الزبلة والدولة فالسة والوزراء يسرقو في الدولة ...

مباشرة بعدها تنطلق عرائض "المجتمع المدني" التي تندد "بالمجتمع السياسي" وتبدا التلافز تملأ وتفرغ بالخبراء ويتقابلو هم والكرونيكرات وتتحول الاذاعات والتلافز الى مندبة ... ناري على تونس وناري على الدولة وناري على بورقيبة وناري على بن علي وناري على الباجي حتى يوصلو ناري على الشاهد وبعدها بشهر ناري على قيس ....

واي دولة تتقدم تساعد تونس في اطار تشابك المصالح يتحول الى استعمار ومس بالسيادة الوطنية ....

سأفرح بسقوط الانقلاب نصف فرحة أو أقل لأنني ادرك جيدا أنني سأواجه معركة لا تقل ضراوة عن اسقاط الانقلاب تبدأ بمحاربة تلاعب السياسيين احزابا وشخصيات ووعودهم الزائفة وبرامجهم الخاوية ومرشحيهم للبرلمان والحكومة من بطاناتهم القائمة على الزبونية والاقارب والولاء الاعمى وعدد محدود جدا من الكفاءات والخبرات التكنوقراطية والسياسية.

لذلك فكل بديل للانقلاب لا يقوم على عقد وطني يلتزم فيه الجميع على اعتبار العمل والانتاج والانتاجية هو البرنامج الاسمى بل المقدس لمدة لا تقل عن دورة برلمانية ويمنع فيها الاضراب منعا باتا وترقمن مؤسسات الدولة رقمنة شاملة وباللغة العريية ... كل بديل لا يتضمن ذلك فسيكون محكوما بالفشل الذريع والعودة لمربع التخريب الممنهج للدولة والمجتمع.

لم تعد تغريني الانتصارات، ولم تعد تغريني قبلات الاخوة الاعداء ساعة سقوط الانقلاب، فقد رايناها وجربناها "قبلا لها انياب" .... جربنا كيف يتحول المتلاحمون ساعة اسقاط الطاغية الى عقارب لساعة وأفاعي نهاشة وثعالب ماكرة وذئاب غدارة ....

  • لا بديل عن عقد اجتماعي يغل جشع رأس المال ويكف ابتزاز الاتحاد ويوجه جهود الجميع للعمل ولا شيئ غير العمل.
  • لا بديل عن حكومة مسؤولة امام برلمان، ولا تخضع فيه لابتزاز مركزية نقابية فاسدة مفسدة، تقف امام تطبيق برنامجها في أدق تفاصيل العمل الاداري والحكومي.
  • لا حاجة لنا بانتصارات وهمية تعرف "ما لا تريد" ولكنها لا تعرف "ما تريد" ....
  • لا حاجة لنا بانتصارات وهمية يعود فيها المستعمر الفرنسي وأذنابه ليحكمونا بالتسلل من خلف أصوات تدعي الوطنية وربما ساهموا معنا في إسقاط الانقلاب ....
  • لا حاجة لنا بانتصارات يرجع فيها المواطن فريسة لإعلام فاجر يملأ عقله بالأوهام والزيف والشعارات ولا يشحنه بالجد والكد وإعلاء قيمة العمل ....

نعم يسقط الانقلاب ... ولكن الإسقاط الحقيقي له لا يكون إلا بالعمل ولا شيئ غير العمل ... ومن يعمل ويكد ويجد ويعرق لن يترك غيره يسرق جهده ... أما من تعود أن يجد راتبه "مسمار في حيط" سواء عمل أم لم يعمل فلن يرجى منه خير .... ولن يتحقق به استقلال ....

تاريخ أول نشر 2021/10/9