أرسل إلي صديق فيديو زيارة الدكتور المنصف المرزوڨي إلى مريم رجوي زعيمة حزب مجاهدي خلق الإيرانية.
وهو حزب أقرب لليسار الإسلامي منه للماركسية، وقد رأيت بعض أعضائه الذين تم تهجيرهم من العراق إلى بلد بلقاني، ولاحظت لباس نسائه المحتشم بغطاء رأس أقرب لغطاء الرأس المشهور عند نساء قرانا (فولارة) ....
لن اخوض في تاريخ هذا الحزب وتقييم أدائه ... ومصيره الذي انتهى لحد الآن رهين المعادلات الدولية وأساسا الحسابات والمصالح الأمريكية والفرنسية ...
لكنني أعرف أن الدكتور المرزوقي رجل فكر ورجل سياسة، ولو كره كثير من خصومه ومنهم كثيرون خصوم غيرة ....
أعرف الدكتور المرزوقي رجل مبدأ ورجل حقوق الانسان ورجل الحرية والكرامة ... ولا يعيبه كما لا يعيب غيره ان كانت له أخطاء، وإن كان له مزاج جعله يعتد بنفسه، ويرى السلامة في ما رآه وفي ما اتخذه من مواقف مع ندرة النقد الذاتي لديه ...
ومن ذا الذي تجزى سجاياه كلها
كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
لم يقم المرزوڨي بتلك الزياة اعتباطا، وما كان له ان يفعل ذلك ... فهو ليس من الذين تغريهم مناسبات التكريم، ولا نياشين التوسيم، ولا مجالس الصفوة، ولا منتديات النخبة ...
المرزوڨي يتابع ما تقوم به إيران من اللعب في الحديقة الخلفية بل والأمامية لتونس ...
المرزوڨي يتابع دعم إيران للانقلاب ....
المرزوقي يتابع كيف تعبث إيران في حديقة النخبة التونسية، فتشتري من يبحث عن بيع نفسه، وتغري من يسيل لعابه امام الدرهم والدينار ... اسلاميين وقوميين ويسار وعلمانيين ....
المرزوقي يتابع زواج "المصلحة" بين فلول من القوميين والوطد والعلمانيين الاستئصاليين وإيران ... يساريون ماركسيون يحجون لإيران ويدافعون عن نظام الملالي القروسطي !!!
المرزوڨي يتابع الفتنة الطائفية التي تعمل إيران على إشعالها، التي وصلت حتى الطعن في الصحابة وفي أم المؤمنين وتأسيس الحسينيات ... في بلد الزيتونة ومحرز ابن خلف والأئمة سحنون وابن عرفة وابن عاشور ....
تحرك المرزوڨي في حركة سياسية تقول لإيران حذار .. لا تعبثي بتونس ... ولا تفرحي بالدعم الذي تتلقينه من نظام الانقلاب، وبالتسهيلات التي يشرف عليها أخ المنقلب ...
المرزوڨي بحركته تلك يوجه الانذار ويرفع النداء للتونسيين ان ينتبهوا .... فعقائد الباطنية لا تأت بخير، ولو تدثرت بالف تقية وتقية ... ولو كانت تلك التقية رفع لواء تحرير فلسطين ...
في غزة كان من شروط تعاون حماس مع إيران ان لا تقرب الساحة لا جهاديا ولا سياسيا ولا عقائديا بتحركات موازية ... ورضخت إيران لذلك الطلب ... ولم تبتعد حركة الجهاد الاسلامي عن ذلك المطلب والخيار ...
كتبت في ما مضى تاريخ علاقة الحركة الاسلامية بإيران وبالشيعة وذكرت موقفها المتقدم فكربا وسياسيا ... ولكن إيران لم تقابل ذلك بما يستحقه ... فتعاونت مع نظام بن علي الذي فتح لها الباب على مصراعيه تقريبا من جهة غض الطرف عن التمدد الشيعي المذهبي نكاية في النهضة، ولكنها لم تكن إلا فتنة دينية في بلد سني مالكي وسطي معتدل، لم يداخله دخن منذ انتهاء التواجد المذهبي الفاطمي الذي لم يعمر بالحديد والنار إلا بضع عقود ....
لسنا ضد حرية الرأي وحرية الضمير وحرية التعبير ... ولكننا ضد التآمر وشراء الضمائر ودسائس السياسة وفتنة الناس في عقائدهم ...
لكل ذلك فأنا أحيي الدكتور المنصف المرزوڨي ... وأرفع معه صوت النذير من فتنة تمتد نارها ويستعر اوارها ... ولعن الله من أشعلها كائنا من كان ....
تاريخ أول نشر 2025/11/15
